ظننت أن سياسة الأمر الواقع ذهبت وانتهت بلا رجعة. العشوائيات والوساطة والمحسوبية، والفساد، تلاشوا من قاموسنا ونضبوا في ظل جمهوريتنا الجديدة التي أكن لمن قدموها كل الإحترام والتبجيل….وعن حق وقناعة.
كتبت عن رؤيتي لما حدث في خليج سيدي عبد الرحمن عن علم ومعرفة بإجراءاتها وتشريعاتها خاصة لمثل هذه المشروعات وهذا بحكم أنني كنت أول رئيسا لجهاز شؤون البيئة بسلطة وزير وفق قانون ٤/٩٤ الذي وضعناه أنا وزملائي عندما كان الجهاز تابعا لرئاسة مجلس الوزراء.
- Advertisement -
ذهبت لشاطئ ستيلا سيدي عبد الرحمن اليوم، وهالني ما رأيت. شاطئ متدهور، عكر المياه ومنظره إلى الغرب لا يمكن تصوره بالمقارنة لما كنت أراه في آخر صيف العام الماضي، حيث رأيت أعمال دؤوبة كل مكان. رأيت داخل البحر مكان عبارة عن لسان يمتد الى مايزيد عن جمسمائة متر (بأقل تقدير) داخل البحر منشأ عليه مبان واسوار منيعة كأنها قلعة،… بينما ما تعودت على رؤيته العام الماضي كان ارحم من ذلك بكثير وبالرغم من ذلك كان نحر الشواطئ المجاورة على اشده.
هذا علما بأن ملابسات الماضي كانت:
– صدور قرار بوقف الاعمال ( في صيف عام ٢٠٢١) لمخالفته للرسومات المقدمة لأخذ الموافقات. صورة القرار ورقمه في السركي متاحة.
– صدور قرار قاطع من وزارة الري في وقت سابق ومن هيئة حماية الشواطئ بمنع أي منشآت واكرر أي منشآت تمثل بروز خارج نطاق خط شاطئ البحر المتوسط
– قرار لجهاز شؤون البيئة برفض أي مارينا غير تلك التي تنشأ داخل الأراضي
ولذلك أرى شخصيا ان الحلول المتاحة هي:
– الإزالة الفورية لكل منشآت المارينا او عمل هندسي مكثف لانشاء فتحات كافية لاتاحة مرور الرمال تحت المارينا اذا كان ذلك ممكنا هندسيا
– إيجاد مصدر للرمال لاسترجاع الشواطئ الرملية سواء ان كانت بمضخات أو تانكان بحرية مستمرة
– عمل groins (فواصل صخرية عمودية على خط الشاطئ ) التي تآكل جزء منه لتربية الرمال لاسترجاعه
– عمل انشاءات لكسر الامواج وتخفيض فرص النحر الإضافي.
وخيبة أملي كانت كبيرة ونحن ندعو العالم لCOP27 في نوفمبر هذا العام لنناقش قضايا تغير المناخ ومنها تآكل الشواطئ، ولنعرض مشروعاتنا الناجحة التي أشاد بها العالم أجمع وخاصة في مجال تخفيض الكربون وانتاج الايدروجين الأخضر وتطوير أكبر مركز للطاقة بين ثلاث قارات؛ لنجد شاطئ من اجمل شواطئ خلجان البحر المتوسط يتآكل نتيجة لقرارات وافعال خاطئة من مطور على مستوى راق وخبرة مميزة.
رئيس جهاز شئون البيئة الاسبق