جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

باهي الفايد يكتب : سوق “المطورين “جبر

ينزل من على خشبة مسرح الحدث حيث الإعلان عن أولى مشروعاته، معتدا بنفسه كأنه غزا روما، معتقدا في مخيلته أن ما أحدثه الشو “طريقة العرض” من بهرجة بصرية وسمعية، سيضاهي قيمة وتأثير ما هو حقيقي فعلا.

ما لا يأتي في مخيلة أغلب من يطلقون على أنفسهم”مطور عقاري”، أنه يضرب صناعة في مقتل، فهو لا يدرك أن ما يظنه -الشو- يحدث بروبوجندا،. يصلح فقط للترويج لألعاب الفيديو أو أفلام السينما.

- Advertisement -

تعاني صناعة العقار في مصر من هجوم بربري يقوده أنصاف مقاولين، وغسلة أموال، ومنتفعون، أغراهم حب المصريين لتملك العقار وتوجه الدولة للتوسع بالمدن الجديدة، فكانت الصدمة: إغراق السوق بأكثر من 100 شركة تلصق بإسمها بهتانا وزورا وعنوة كلمة Development، لترى الأسم رنانا شركة أم حسن للتطوير العقاري، دون وجود على الأرض.

أعتى هؤلاء أكبر إنجازاته بناء عمارة بمنطقة ناهيا من ناحية الدائري، أو ربما برج في المريوطية فيصل، ثم تراه يطلق اسما أوروبيا أو اسما لحي لاتيني شهير على مشروعه الذي لن يغادر ورق “الماكيت في أفضل الأحوال التي يكون أسوأها الاحتيال وسرقة أموال الناس، لذا قد يكون عدم مغادرته الماكيت حال أفضل.

وقت الإعلان عن بدء المشروع العظيم، قد تجد نفسك أمام بيان صحفي صيغت أولى فقراته بعبارة أكثر استفزازا من المشروع نفسه كالتالي: تعلن شركة كذا الرائدة في مجال التطوير العقاري عن أولى مشروعاتها!! كيفت ومتى أصحبت رائدة وهي لتوها تعلن عن أولى مشروعاتها ؟!!

لا يلتزم أغلب هؤلاء بمواعيد تنفيذ المشروع ويطالب بمدد سماح أخرى، حتى تسحب الدولة الأرض منه كما حدث في العاصمة الإدارية مثلا، وإن أكرمه الله وبدأ بتنفيذ المشروع لا يلتزم بمواعيد تسليم الوحدات للعملاء، وعند التسليم لا يجد العميل ما اتفق عليه من تشطيبات وفنش وقت التعاقد، وفي بعض الحالات قد لا يجد العميل المشروع أو صاحبه، وحدث هذا كثيرا خاصة في المشروعات بالمناطق الساحلية، وضاعت فلوسك يا صابر.

قد يشكل إصدار قانون المطورين العقاريين جانبا كبيرا لا أقول لحل الأزمة، بل لضبط السوق على نحو كبير، إذ أنه يشترط ضمن مواده المقترحة، توافر سابق الخبرة وحجم الملاءة المالية للحصول على الأرض، بجانب أن ذلك يعطي ترتيب “Ranking” يشبه التصنيف للشركات العاملة بالقطاع، ما يفيد العميل في قراره واختياره في نهاية الأمر.

حتى يحدث ذلك، لاتنخدعوا بـ”شو” الوهم المنحوت أصلا من مشروعات بدول أخرى، ولا بالمقرات الزائفة لتلك الشركات، ولا باسم المشروع وعوجة لسان الماركتينج، فكل ذلك وهم يا صديقي، واذهب لمن له سابق خبرة وسمعة جيدة في مواعيد التسليم.