جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

المهندس أحمد فارس يكتب.. العاصمة الإدارية ..أيقونة الجمهورية الجديدة

تؤسس العاصمة الإدارية الجديدة لحقبة جديدة من تاريخ مصر، حيث تقدم للعالم نموذجا لبيئة حياتية بمفهوم مبتكر، وتنمية عمرانية متكاملة تسمو بحياة كريمة، وعدالة اجتماعية متواصلة، وخدمات إنسانية متكاملة، وتنمية مستدامة صديقة للبيئة، كما تجسِّد خطة الدولة المصرية للتحول نحو جيل جديد من «المدن الذكية المستدامة والصديقة للبيئة» وتوفير بنية رقمية موحدة، وشبكة مرافق ذكية، كما تستضيف مدينة المعرفة التي تعد مجتمعًا معلوماتيًّا رقميًّا يتم من خلاله دعم البحوث والابتكار والتدريب على التقنيات المتقدمة، من أجل إعداد أجيال من المبدعين والموهوبين تقنيًا، ولذا فقد اختيرت العاصمة الإدارية الجديدة لتكون العاصمة الرقمية العربية لعام 2021، وذلك خلال أعمال الدورة (24) لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات المنعقدة في ديسمبر 2020، باعتباره من أفضل المشروعات العربية التنموية والعمرانية التي تهدف لتحقيق التنمية المستدامة، ونموذجًا عربيًّا يحتذى به للمشروعات الاستثمارية و المدن المستدامة ، وإيمانًا من الدولة المصرية بأهمية التوسع في إنشاء المدن الخضراء المستدامة على غرار العاصمة الإدارية الجديدة، فقد تبنّت مصر مشروعًا قوميًّا للتنمية الحضرية، من أجل تحفيز استدامة ومرونة المدن، من خلال التوسع بالبناء الأخضر، والمساحات الخضراء المفتوحة، واستثمار الطاقات المتجددة، مع تعزيز أنماط الحياة الصحية، التي تعتمد بشكل أكبر على وسائل النقل غير الآلية، مثل: المشي، وركوب الدراجات، ومنظومة النقل الجماعي الصديقة للبيئة، وهو ما تجلّى في إنشاء مدينة العلمين الجديدة، و20 مدينة أخرى، يتم بناؤها جميعًا في وقت واحد.

ومن ناحيه اخري ، فإن الخطط الاستراتيجية والمبادرات التي تتبنَّاها الدولة لتحقيق التنمية العمرانية المتكاملة لا تهدف إلى بناء مدن جديدة فقط، وإنما تستهدف رسم وصياغة الخارطة العمرانية القومية، بما يتناسب مع مساحة مصر وحضارتها وخصوصية موقعها، وذلك وفق استراتيجية شاملة للتنمية العمرانية، تشمل تأسيس وتشييد مجتمعات ومدن جديدة على الطراز الحضاري والمعماري الحديث، إلى جانب تطوير المناطق السكنية القائمة بالفعل على أسس تخطيطية وإنشائية سليمة، تتناسب مع التغيرات المكانية والزمانية، فضلاً عن القضاء على ظاهرة العشوائيات، واستعادة الشكل الحضاري للشوارع والمباني المصرية، مع إيلاء الاهتمام بتنمية وتطوير قرى الريف المصري، بما يُسهم في إحداث نقلة نوعية في المجتمعات العمرانية القائمة والمستقبلية، ويحقق طموحات المواطنين في العيش الكريم.