جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

حمدين حجاج يكتب عن الأسطورة.. عاش “ثابت ” ..ومات “بطل “

 

كان قد مضى على انتصار الأهلي بثلاثية على غريمه التقليدي الزمالك يومين… وقتها كانت الأفراح هي الحاضرة في كل ربوع المحروسة.. فبعد أربع سنوات عجاف… عاد للكيان الأحمر بريقه ورونقه وهيبته… درع الدوري يعود للجزيرة… وجيل تاريخي يبشر بأن القادم من الأيام هو
زمن الأهلي.. وقد كان.

- Advertisement -

صباح يوم شتوي من أيام فبراير شديدة البرودة عام ٢٠٠٥… كنت طالبا في الصف الثالث الإعدادي… ارتدي ملابسي واستعد لمغادرة المنزل تجاه المدرسة… لكن في لحظة تحول الجو البارد إلى طقس ساخن ملئ بالدموع والبكاء والسبب
المانشيت التالي

” وانطفأت أفراح الأهلي… ثابت البطل في ذمة الله”

في تلك اللحظة تبادلنا النظرات أنا ووالدي الراحل.. وكلانا غير قادر ع النطق أو حتى الكلام… إلى أن قطع أبي حاجز الصمت بدموعه التي اعتقدت أنها جفت بفعل الابتلاءات التي كان يحيا فيها آنذاك… وعمره الذي أصبح ٤٥ عاما.. وهو سن تصبح فيها الدموع عزيزة على العين.

أدركت لاحقا سر تلك الدموع… بكى أبي لأنه في لحظتها شعر بأن عمود من أعمدة ذكرياته انهار على حين فجأة… وهو الذي كان يوما ما أحد مصابيح البهجة في دنياه.. فهمت ذلك وهو يسرد ذكرياته في مدرجات الأهلي عندما كان “البطل” فارس حراسة المرمى الأهلي الأول.

ولأول مرة يكشف قصة صورته مع البطل التي يحتفظ بها في درج مكتبه كتذكار حصل من نجمه المفضل.

٠وقتها أصبحت في دنيا غير التي كنت فيها… جلست أتابع وأراقب الصحف ومن بعدها التليفزيون؛ والجميع ينهال بالمحبة والثناء على مناقب ومآثر ومبادئ ثابت٠ البطل.. وكيف أنه في حب الأهلي لا يخشى لومة لائم.. وتذكرت السنوات التي مضت… والبطل “ثابت” كان الشخص
الوحيد الذي لم يسلم من ألسنة الجميع

حملها الجميع أزمة اهتزاز مستوى الجميع.. واعتبره الكل السبب في رحيل التؤام… واجتمع الكل و َالجميع على أنه فشل في السيطرة على لاعبي الأهلي… لكنه كما الفرسان لم يهتز… لم ينكسر… لم يهادن…. حركه ضميره وانتصر للمبادئ

رحل ثابت في لحظة لا تقل دراما عما حدث مع أبطال التراجيديا الإغريقية… رحل وهو يعلمنا الإخلاص… وأثبت لنا جميعا أن العبرة بالخواتيم…. انتصر على كل الذين حاربوه وهاجموه… بقى “البطل” ثابت في القلوب… وذهب هؤلاء إلى حيث يليق بهم المقام في ذاكرة النسيان.