جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

الدكتور هادي فتحي يكتب .. رسالة إلى مديري القطاع التجاري بشركات التطوير العقاري

دور مديري القطاع التجاري مع المطورين العقاريين في مصر من أهم الأدوار في السوق العقاري فهو يبدأ من مساعدة الإدارة العليا للمطور العقاري في إختيار مكان و موقع أراضي مشروعاتهم القادمة من خلال خبراته المتراكمة خلال سنوات عمله الطويلة في المجال العقاري و علمه بالمناطق الأكثر طلبا و ربحية و يأتي بعد ذلك مشاركته في التصاميم المعمارية لعلمه بمتطلبات العملاء المستهدفين (سواء أفراد أو شركات أو مستأجرين) من حيث المنتج العقاري و المساحات المناسبة و المطلوبة و المرافق و التشطيبات و غيرها ليعطي منتج عقاري مطلوب و خاصا أنه في المرحلة التالية سيكون هو المسئول عن تسويقه و المشرف علي بيع هذا المنتج العقاري و يأتي بعد ذلك مشاركته في تكوين فريق البيع بداية من أصغر بائع إلي مدير البيع المساعد له و كذلك يشارك في إختيار الوسطاء العقاريين القادرين علي مساعدته في بيع المشروع و كذلك دوره في تكوين و إختيار فريق التسويق الداخلي بداية من مدير التسويق و الدزاينر و مسئول التسويق الالكتروني و غيرهم و كذلك التعاقد مع شركات و وكالات التسويق الخارجي و وضع الميزانية اللازمة لتسويق المشروع و الحرص علي تعظيم العائد من هذه الميزانية سواء كبراندينج للمطور العقاري أو تسويق المشروع نفسه.
و كذلك يشارك في تسعير وحدات المشروع المختلفة كلا علي حسب مساحته و موقعه و مطله في المشروع و يعرض علي الادارة العليا للمطور وجه نظره في هذا التسعير و يقنعهم بطرق السداد المختلفة و يقترح العروض و الخصومات واضعا في اعتباره ربح المطور العقاري و قدرته علي الوفاء بالتزاماته من دفع ثمن الأرض و مستحقات المقاولين و الموردين و تقليل الفجوات التمويلية التي يعاني منها أي مشروع عقاري و يضع الحلول لكيفية حلها لتقديم منتج عقاري محترم للعميل في ميعاد تسليم المشروع و يجعل العميل راضي و رابح من المنتج العقاري.
و يقاس نجاح مدير القطاع التجاري بقدرته علي إنهاء بيع المشروع بالكامل و حتي أخر متر مربع فيه و ليس فقط في فترة إنطلاق المشروع حيث يكون ما زال تأثير الحملة التسويقية السابقة للإنطلاق و في خلال ذلك يطور إستراتيجيات و يستخدم مختلف الوسائل التسويقية (إعلانات شارع ، معارض ، ديجيتال و غيرها)
و كذلك يقاس نجاحه بعد ذلك في تسليم المشروع للعملاء و مراعاة رضاء العميل و مساعدته في أحسن إستخدام و إستفادة من وحدته العقارية سواء من خلال إستغلالها بنفسه أو مساعدته في تأجيرها بأعلي و أفضل قيمة توازي حجم إستثماره فيها.
و بعد ذلك يأتي دوره مع التنسيق مع شركة الإدارة التي قد كان شارك في أختيارها لضمان إستمرار نجاح المشروع.
و بعدها يبدأ في تلك الدورة العقارية مرة أخري و التي تستغرق من ثلاث إلي خمس سنوات حسب حجم المشروع.
أما ما نراه اليوم من أشباه مديري القطاع التجاري الذين يتركوا و يغيروا مواقعهم مع المطوريين العقاريين أكثر ما بيغيروا ملابسهم الداخلية أو هؤلاء المتخصصون في التحضير مع المطور فقط اللونش للمشروع و يحققوا نجاح غير حقيقي سواء ببيع المشروع بأقل من تكلفته أو بيعه علي عدد سنوات تجعل من يدفع أخر قسط هم أحفاد العميل أو من خلال الإعتماد الكلي علي المسوقين العقاريين الخارجيين و البروكرز من خلال تشجعيهم بعمولات غير مبررة سوي بفشله في المهام الموكولة إليه و في النهاية ينسب هذا النجاح الوهمي إلي نفسه و يبدأ في التسويق لنفسه كبابا و ماما و عم و خال المجال و تجد من يطبل له و يبروزه كأنه قد قام بدروه بالكامل و كأن متطلبات مهامه فقط التحضير لحفلة اللونش و أصبح أكثر مهماه الوظيفية أقرب إلي متعهد حفلات بداية من إختيار المطرب الأكثر شعبية الذي يستطيع أن يأتي به و الفندق المبهر الخمس نجوم و إشرافه علي قائمة الطعام الذي يقدم للمدعوين الذين يكونوا من الأصدقاء و الزملاء و البروكرز و الإشراف علي إذاعة الحفل لايف علي صفحة المطور العقاري و بعد ذلك توزيع الصور علي الصحف والمجلات و المواقع العقارية المختلفة
طبعا السوق العقاري و زيادة عدد المطوريين و خاصا في العاصمة الإدارية الجديدة أدي إلي زيادة الطلب علي مديري القطاع التجاري و تم تصعيد مجموعة كبيرة من المبتدئين إلي هذا المسمي الوظيفي الحساس و ذلك أما لجهل المطور العقاري بمتطلبات هذا الدور أو أنخداعه بالأسامي الرنانة نتيجة الجلبة و الهالة التي يحيطون نفسهم بها و أصبحت أفكارهم و أرائهم الغير ناضجة هي السبب الرئيسي في تدهور السوق العقاري الذي نعانيه حاليا.
نصيحة إلي كل مقدم علي قبول هذا الدور لا تستعجل هذا المنصب و لا ترتدي بدلة أكبر من حجمك لأنك سرعان ما تنكشف و السوق صغير و ستحرق نفسك سريعا و لن تقوم لك قائمة مرة أخري و لن تجد من يعينك سوي مطور عقاري جديد جاهل بمتطلبات التطوير العقاري.
و نصيحة إلي كل مدير قطاع تجاري حالي أتقي الله في المطور العقاري الذي تعمل معه بداية من تسعيرك لمشروعه و خطط الدفع و السداد التي تقنعه بها و الحيل التسويقية من خلال عائد علي المقدم و الإيجار الإلزامي و التفويض بالإيجار و غيرها من حيل تسويقية و ليست أساليب تسويقية ثانيا اتقي الله في عميلك و ضع نفسك مكانه و لا تستحل نقوده و تعبه و شقاه في منتج عقاري أنت تعلم جيدا أنه لا يصلح إلي ما تخدعه به بتأجيره لكبري العلامات التجارية أو الفرانشايز التي تخدعه بأنها سوف تجري ورائه لتنول هذا الكشك التجاري الذي تبيعه له و في الحقيقة هذا البراند أو الفرانشايز لن يقبل بهذا المنتج العقاري حتي كمجرد مخزن لأدوات النظافة الخاصة به.
أسالوا نفسكم يا جماعة هل تعلموا من هم مديري القطاع التجاري في كبريات شركات التطوير العقاري مثل إعمار أو سوديك أو بالم هيلز أو غيرهم ستجدهم بيأدوا دورهم علي أكمل وجه و لا يجدوا وقت للشو الفارغ و أنظروا إلي مدة خدمتهم مع هؤلاء المطوريين العقاريين و التي تطول إلي عشرات .
و أخيرا أشتغل علي نفسك و تعلم كل يوم حاجة جديدة و لا يوجد فينا أحد كبر علي التعليم و أعمل علي صقل خبراتك حتي تصير جدو المجال يا عم بس تكون عن إستحقاق موش بس كلام.