لكل قصة نهاية .. لماذا انقلب أساطير ليفربول على محمد صلاح؟

في مشهد لم يكن يتخيّله أشد المتشائمين، تحوّل الحديث عن محمد صلاح داخل ليفربول من أسطورة صنع المجد وكسّر الأرقام إلى لاعب تُوجَّه إليه سهام النقد من كبار نجوم النادي السابقين. فبعد سنوات من التقديس داخل “أنفيلد”، بدأ بعض أساطير ليفربول يطالبون بإعادة النظر في مستقبل النجم المصري، بل ويعتبرون أن رحيله قد يكون خطوة ضرورية لإعادة بناء الفريق. فما الذي تغيّر؟ وكيف تحولت الإشادة إلى هجوم غير مسبوق؟

كاراجر يفتح النار: “ما أهمية تواجد صلاح؟”

واصل جيمي كاراجر، أسطورة الدفاع في ليفربول، هجومه على صلاح، معتبرًا أن تأثيره بات محدودًا داخل الملعب.
وقال كاراجر في تصريحات لشبكة ESPN: “لو لم تحرز أهدافًا، بالإضافة إلى عدم مساعدة الظهير دفاعيًا، فلن يحدث جديد. ما أهمية تواجد محمد صلاح في الهجوم في تلك الحالة؟”

وأكد أن ثلاثي كلوب الذهبي — صلاح، أليسون، وفان دايك — لم يعد بنفس القوة التي قادت ليفربول للتتويج بالبطولات الكبرى.
وأضاف: “أليسون يعاني من إصابات، فان دايك لم يعد بنفس قوته، وصلاح تراجع بدنيًا وذهنيًا. خسارة الفريق لثلاث مباريات متتالية بفارق ثلاثة أهداف لأول مرة منذ 1953 مؤشر خطير.”

 

ريدناب: قصة صلاح مع ليفربول تقترب من النهاية

ورأى جيمي ريدناب، أحد أبرز نجوم ليفربول السابقين، أن مسيرة صلاح داخل “أنفيلد” تسير نحو نهايتها الطبيعية.
وقال ريدناب: “على ليفربول البدء في بناء فريق جديد، يضم لاعبين مثل فلوريان فيرتز وألكسندر إيزاك.”

تصريحات تُظهر أن شريحة من رموز النادي ترى أن الفريق يحتاج إلى مرحلة تجديد شاملة قد لا يكون صلاح جزءًا منها.

صلاح يفقد بريقه التهديفي

أحرز محمد صلاح 4 أهداف فقط في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، إلى جانب هدف واحد في دوري أبطال أوروبا — وهي أرقام تُعد أقل بمراحل من معدلاته الاستثنائية التي اعتاد عليها الجمهور.
ورغم جلوسه على مقاعد البدلاء، أشاد المدرب سلوت بردود أفعاله قائلاً: “صلاح محترف من الطراز الأول، يتدرب بشكل ممتاز، ويُظهر موقفًا إيجابيًا تجاه الجميع.” لكن الإشادة الأخلاقية لم تُخفِ تراجع الأرقام.

 

هيسكي: “المشاكل كانت موجودة منذ فترة طويلة”

أما إميل هيسكي، نجم ليفربول السابق، فكان أكثر حدة في انتقاداته، مؤكدًا أن تراجع مستوى صلاح ليس جديدًا:

“صلاح يعاني من تراجع منذ فترة طويلة، لكنه كان يغطي ذلك بالأهداف. لم يكن يشارك في اللعب بشكل مؤثر، لكنه يسجل فيحتفي الجميع.”

وأضاف:”عندما غابت الأهداف، ظهرت المشاكل بوضوح وأصبح الكل ينتقده.”

 

لماذا تغيّر الخطاب حول صلاح فجأة؟

هناك عدة عوامل دفعت أساطير ليفربول للهجوم على صلاح:

1. انخفاض معدلاته التهديفية بشكل ملحوظ

لم يعد اللاعب الذي يضمن للفريق 25 أو 30 هدفًا كل موسم.

2. تراجع لياقته البدنية واتساع دائرة الإصابات داخل الفريق

ما أثّر على الضغط العالي الذي كان يميز ليفربول.

3. تراجع منظومة الفريق بالكامل بعد رحيل كلوب

ولا يُمكن تحميل صلاح وحده مسؤولية الانهيار.

4. ضغط الإعلام الإنجليزي في ظل سلسلة النتائج السلبية

وهو ما يجعل صلاح هدفًا سهلاً بسبب مكانته الكبيرة.

—

هل حانت لحظة الرحيل؟

رغم الانتقادات، يبقى محمد صلاح أحد أهم لاعبي ليفربول في القرن الحالي، وصاحب الفضل الأكبر في عودة الفريق لمنصات التتويج.
لكن المؤشرات الحالية توحي بأن الأجواء داخل “أنفيلد” لم تعد كما كانت، وأن أصوات المطالبة ببدء مرحلة ما بعد صلاح تتصاعد بقوة.

ويبقى السؤال:
هل يتخذ ليفربول قرارًا تاريخيًا؟ أم يستعيد صلاح بريقه ويكتب فصلًا جديدًا من المجد؟