تصدرت واقعة اختطاف ثلاثة مستثمرين مصريين في مالي محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن انتهت رحلة عمل عادية بين سيغو وعاصمة باماكو في قبضة جماعة مسلحة خطيرة، في أحدث حلقة ضمن سلسلة عمليات الاختطاف التي تشهدها البلاد.
تفاصيل الاختطاف
وتعود تفاصيل الاختطاف إلى الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، حينما غادرت سيارة تقل ثلاثة مستثمرين مصريين العاصمة المالية باماكو في رحلة لمسح أراضٍ زراعية بغرب مالي. بعد ساعات قليلة من مغادرتهم، اعترض مسلحون طريقهم في منطقة نائية تسيطر عليها جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم القاعدة، ليتم احتجازهم واقتيادهم إلى مكان مجهول.
وبعد يومين، أعلن التنظيم مسؤوليته عن العملية وطالب بفدية قدرها خمسة ملايين دولار مقابل الإفراج عن الثلاثة، مؤكداً في بياناته أنها ضربة موجهة لداعمي ما وصفه بـ«الاحتلال الروسي» في مالي.
خلفية الجماعة المسلحة
جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» تعد إحدى أبرز التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل، وهي جزء من تنظيم القاعدة، وتسيطر على مساحات واسعة في شمال وغرب مالي. واستفادت الجماعة من الانقسامات العرقية وضعف الأجهزة الحكومية لتعزيز وجودها منذ عام 2012، حيث شهدت البلاد صراعات مسلحة متشابكة بين جماعات متمردة وتنظيمات إرهابية، مما جعل المدنيين والأجانب عرضة للخطر في المناطق النائية.
ردود السلطات المصرية والمالية
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من السلطات المالية، إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت تلقي إشعار بالحادث وبدء عمليات بحث أولية.
وفي أول رد رسمي، أعلنت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، أنها تتابع عن كثب تطورات الوضع في مالي وأوضاع المواطنين المصريين هناك، داعيةً أبناء الجالية المصرية إلى الالتزام بتعليمات السلطات المالية، وحمل أوراقهم الثبوتية، وتجنب التنقل بين المدن والأقاليم إلا للضرورة القصوى، مؤكدة في الوقت ذاته استمرار التنسيق بين القاهرة وباماكو لمتابعة الحادث.
ورغم أن البيان لم يتطرق صراحة إلى واقعة الاختطاف، فإنه تضمّن أرقامًا للتواصل في حالات الطوارئ، من بينها الخط الساخن للسفارة المصرية في مالي (+22382189158) المزوّد بخدمة «واتساب»، ورقم القطاع القنصلي في القاهرة (+201226858000)، مشيرًا إلى أن الوزارة تبذل جهودًا حثيثة عبر سفارتها في باماكو لدعم أبناء الجالية ومتابعة الموقف مع السلطات المالية لضمان سلامتهم.
تطورات الأوضاع في مالي
يُشار إلى أنه منذ عام 2012، تعيش مالي على وقع صراعات متشابكة بين جماعات متمردة وتنظيمات مسلحة خلقت بيئة مضطربة تهدد حياة المدنيين والأجانب على حد سواء، خصوصًا في المناطق البعيدة عن سيطرة الدولة، ووفقًا لتقديرات مركز «سوفان» للاستخبارات، تهيمن جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» اليوم على مساحات شاسعة من شمال وغرب البلاد، بعد أن رسخت وجودها مستفيدة من الانقسامات العرقية وضعف الأجهزة الحكومية.









التعليقات مغلقة.