جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

الشيخ مصطفى العدوي ..من هو “الميكانيكي ” الذي أشعل الجدل بفتوي مثيرة عن افتتاح المتحف المصرى الكبير ؟

أعاد الداعية السلفي الشيخ مصطفى العدوي اسمه إلى واجهة الجدل في الأوساط الدينية والإعلامية، بعدما أثارت فتواه حول زيارة المتحف المصري الكبير عاصفة من النقاشات والانتقادات، أعقبها تداول أنباء عن القبض عليه وإخلاء سبيله لاحقًا، في واحدة من أكثر القضايا التي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية.

من هو الشيخ مصطفى العدوي؟

- Advertisement -

وُلد الداعية السلفي مصطفى العدوي في قرية منية سمنود بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة.
ورغم التحاقه بكلية الهندسة قسم الميكانيكا، إلا أنه سرعان ما اتجه إلى طلب العلم الشرعي، وسافر إلى اليمن لتلقي العلوم الدينية على يد عدد من المشايخ.
عاد إلى مصر ليصبح أحد أبرز وجوه المدرسة السلفية التقليدية، واشتهر ببرامجه الدينية ودروسه المنتشرة عبر القنوات الفضائية ومنصات “يوتيوب” و“فيسبوك”.
ويمتلك العدوي قاعدة جماهيرية واسعة بين التيار السلفي، ويُعرف بفتاواه الحادة في القضايا الاجتماعية والفكرية المثيرة للجدل.

فتوى المتحف المصري الكبير تثير العاصفة

بدأت الأزمة بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه الشيخ مصطفى العدوي وهو يرد على سؤال حول حكم زيارة المتحف المصري الكبير، حيث اعتبر أن “زيارة أماكن تُعرض فيها التماثيل الفرعونية قد لا تجوز”، وهو ما فُسّر من قبل البعض بأنه هجوم على المشروع الحضاري المصري.

تصريحات العدوي أثارت موجة من الجدل بين المؤيدين والمعارضين، ودفعت بعض النشطاء للمطالبة بوقف تداول الفتاوى “غير المنضبطة”، بينما دافع عنه أنصاره معتبرين أن الفتوى “سُحبت من سياقها وتم تضخيمها إعلاميًا”.

 تفاصيل القبض وإخلاء السبيل

تداولت وسائل إعلام وصفحات دعوية أنباء عن استدعاء الداعية السلفي للتحقيق بشأن الفتوى المتداولة، قبل أن يتم إخلاء سبيله لاحقًا بعد ساعات من مناقشة مضمون الفيديو المثار للجدل.
ولم تصدر الجهات الرسمية بيانًا بتفاصيل الواقعة، فيما أكدت مصادر قريبة من الشيخ أنه “غادر مقر التحقيق إلى منزله دون توجيه اتهامات رسمية”.

وتُعد هذه الواقعة ليست الأولى في مسيرة العدوي، إذ سبق أن تم توقيفه في عام 2020 عقب دعوته لمقاطعة المنتجات الفرنسية، قبل أن يُفرج عنه أيضًا بعد ساعات.

مواقف سابقة وآراء مثيرة

يُعرف مصطفى العدوي بآرائه الصارمة في عدد من القضايا الاجتماعية، أبرزها تحريمه الاختلاط والموسيقى، وانتقاده لبعض المناهج الفكرية داخل التيار الإسلامي.
كما اشتهر بمواقفه الرافضة للتطرف، مؤكدًا أن “الدعوة إلى الله لا تكون بالتكفير أو العنف”، وهو ما جعل البعض يصفه بـ “الشيخ الذي يقف على الحافة بين الصدام والاعتدال”.

ردود الفعل والدفاع عن النفس

عقب الجدل الذي أحدثته الفتوى، نشر الشيخ منشورات دينية عبر صفحاته الرسمية تضمنت آيات قرآنية وأحاديث عن الصبر والثبات، في إشارة ضمنية إلى موقفه من الحملة الإعلامية ضده، حيث كتب قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ”.

تصدر التريند

خلال ساعات من انتشار مقطع الفيديو، تصدر اسم مصطفى العدوي محركات البحث في مصر، وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبره رمزًا للثبات الدعوي، ومن رأى أن فتاواه المتكررة “تتجاوز حدود الاجتهاد الشخصي وتحتاج إلى ضبط مؤسسي”.

التعليقات مغلقة.