هبوط حاد في الأسعار يعيد السوق إلى مستويات ما قبل الارتفاعات التاريخية
شهدت أسعار الذهب في مصر خلال الأسبوع الماضي تراجعًا حادًا وصفه خبراء بأنه الأكبر منذ أشهر، حيث خسر المعدن النفيس نحو 200 جنيه للجرام من متوسط 5550 إلى 5350 جنيهًا لعيار 21، وهو العيار الأكثر تداولًا في السوق المحلي.
وقال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن هذا الانخفاض يعكس حركة تصحيح طبيعية بعد موجة الارتفاعات القياسية التي سجّلها الذهب في أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أن السوق المحلي ما زال يتحرك في نطاق آمن ومتوازن يعكس العلاقة بين العرض والطلب.
تصحيح عالمي وضغوط الدولار
وأوضح واصف أن الانخفاض الأخير جاء نتيجة التصحيح السلبي في الأسعار العالمية للأسبوع الثاني على التوالي، بالتزامن مع تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري داخل الجهاز المصرفي، وهو ما خفّف من الضغوط على أسعار الذهب محليًا.
وأضاف أن الذهب عالميًا أغلق الأسبوع الماضي فوق مستوى 4000 دولار للأونصة رغم التراجع الطفيف، مما يعزّز فرص عودة الأسعار للارتفاع مجددًا خلال الفترة المقبلة حال ثبات الأونصة فوق هذا الحاجز النفسي القوي.
تراجع مشتريات المصريين من الذهب
وأشار رئيس الشعبة إلى بيانات مجلس الذهب العالمي التي أظهرت انخفاض مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثالث من عام 2025 إلى 9.9 طن، بانخفاض نسبته 14% مقارنة بالربع الثاني، و5% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وأكد أن هذا التراجع لا يعني ضعف الطلب، بل يعكس حالة ترقّب حذرة من جانب المستهلكين نتيجة التذبذب السعري الحاد، موضحًا أن كثيرين اتجهوا إلى إعادة بيع المشغولات القديمة للاستفادة من الأسعار المرتفعة خلال الشهر الماضي.
تحذير من مفاجأة قريبة في سوق الصاغة
وحذّر واصف من أن السوق قد يشهد تحركات مفاجئة خلال الأيام المقبلة، خصوصًا إذا شهدت الأسعار العالمية للذهب أي اختراقات فوق المستويات الحالية، مشيرًا إلى أن الاتجاه الصاعد قد يعود بقوة في حال استمرار استقرار الأونصة عالميًا فوق 4000 دولار.
وأضاف أن مستوى 5300 جنيه لعيار 21 يمثل منطقة دعم قوية قد تمهّد لارتداد الأسعار مجددًا نحو 5400 جنيه، ما يجعل السوق يعيش حالة ترقب شديدة بين احتمالات الصعود والهبوط.









التعليقات مغلقة.