جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

من التعاون إلى الصراع.. أزمة شادي محمد مع شركة PRE للتطوير العقاري تصل إلى القضاء وحكم بتعويض 100 ألف جنيه

خلف الكواليس.. هل كان كابتن الأهلي سمسارًا عقاريًا للشركة؟ و لماذا تنفجر الأزمات بين نجوم الكرة و شركات التطوير

لم يكن أحد يتخيّل أن العلاقة الودية التي جمعت الكابتن شادي محمد، قائد الأهلي السابق، مع مسؤولي إحدى الشركات العقارية في التجمع الخامس، ستتحول إلى نزاع قضائي متشابك تتصدره دعاوى وتعويضات ومرافعات داخل أروقة وزارة العدل.
فما بدأ كتعاون دعائي غير رسمي للترويج لمشروعات الشركة، انتهى باتهامات متبادلة بين الطرفين حول عقود بيع ووحدات سكنية ومبالغ مالية تجاوزت مئات الملايين من الجنيهات.

- Advertisement -

داخل إحدى قاعات وزارة العدل، جلس شادي محمد أمام أحد الخبراء، يروي تفاصيل ما حدث بصوت يحمل خليطًا من الدهشة والمرارة، قائلاً:

> “اتفقت مع شركة الدعاية لهم لبيع الوحدات السكنية، وجبت لهم لاعبة كورة، وبعت ليهم شقق بحوالي 300 مليون جنيه، وما أخدت منهم أي حاجة.. كنت بتعامل معاهم بحسن نية، وفوجئت إنهم رافعين عليا دعوى.”

مشهد يُلخّص ما آلت إليه واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في الوسطين الرياضي والعقاري خلال الفترة الأخيرة.

حكم قضائي لصالح شادي محمد

في سياق متصل، أصدرت محكمة القاهرة الجديدة حكمًا قضائيًا يُلزم شركة PRE للتطوير العقاري بتعويض الكابتن شادي محمد بمبلغ 100 ألف جنيه، بعد أن ثبت إخلال الشركة ببنود التعاقد المتعلق بوحدة سكنية في مشروع “ستون ريزيدنس” بالتجمع الخامس.

وأظهرت أوراق الدعوى أن اللاعب أوفى بجميع التزاماته المالية وسدّد الأقساط المستحقة، قبل أن تتراجع الشركة عن تنفيذ التزاماتها، مما دفعه للجوء إلى القضاء للحصول على حقه.

خلفية الصراع.. بين “الدعاية” و“السمسرة العقارية”

تعود جذور الأزمة إلى اتفاق شفهي بين الطرفين، ساهم خلاله شادي محمد في الترويج لمشروعات الشركة العقارية وجذب عملاء بارزين، من دون وجود عقد قانوني يحدّد طبيعة العلاقة أو المقابل المادي.
وبينما يرى مقربون من اللاعب أنه عمل بحسن نية وبدافع الصداقة، تعتبر الشركة أن ما حدث يندرج تحت نشاط سمسرة عقارية لم تُستكمل شروطه، وهو ما أشعل الخلاف القانوني بين الطرفين.

نجوم الكرة وشركات العقارات.. أزمات تتكرر

قضية شادي محمد ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة أزمات نجوم الكرة مع شركات التطوير العقاري خلال السنوات الأخيرة.
فقد سبقها خلاف محمد مجدي “قفشة” مع رجل الأعمال رمضان حسني بعد تعاقده على وحدة سكنية ضمن مشروع فاخر بالقاهرة الجديدة، قبل أن تتحول الصفقة إلى نزاع قانوني حول بنود التعاقد والدعاية المرتبطة بالمشروع.

ويؤكد متابعون أن مثل هذه الأزمات تكشف ثغرات متكررة في التعاملات الدعائية بين المشاهير والمطورين العقاريين، خصوصًا حين تُبنى على “الثقة الشخصية” بدلًا من العقود الموثقة التي تحمي حقوق الطرفين.

قراءة في المشهد الحالي

تسلّط أزمة شادي محمد الضوء على المنطقة الرمادية بين الشهرة والاستثمار العقاري في مصر، حيث يسعى بعض المطورين للاستفادة من تأثير اللاعبين في الترويج، بينما يبحث النجوم عن فرص مالية آمنة، ليصبح الخط الفاصل بين “الدعاية” و“السمسرة” غامضًا في كثير من الحالات.

ويؤكد قانونيون أن نتائج فحص خبراء وزارة العدل ستكون حاسمة في تحديد مصير النزاع الحالي، ما إذا كان سيُغلق بتسوية ودّية أم سيتصاعد إلى جولات قضائية جديدة خلال الشهور المقبلة.

.

التعليقات مغلقة.