جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

تسميم بشار الأسد.. مصير السفاح الهارب الذي يبحث عنه “ملك الموت” في مخابئ موسكو

قلب العاصمة الروسية أصبح مسرحًا لصراع خفي، حيث يعيش الرئيس السوري الهارب، بشار الأسد، تجربة غير مسبوقة من الرعب والمطاردة بعد محاولة اغتيال هزت أركان المدينة، وأعادت رسم حياته اليومية بين الخوف والاختباء.

مخابئ سرية بين شوارع موسكو

- Advertisement -

منذ وصوله إلى موسكو، لم يعد الأسد يعتمد على البروتوكولات الدبلوماسية أو على الأمن التقليدي، بل تحول إلى طائر نادر يختبئ بين شقق سرية وفيلات مغلقة، محاطًا بحراس شخصيين يتحركون في صمت تام. مصادر روسية مطلعة تؤكد أن كل تحرك له مراقب، وكل ظل في الشوارع محل شك. موسكو التي كانت ملاذه الآمن، تحولت فجأة إلى ساحة مطاردة تكاد لا تعرف هوادة.

الفيلا التي يقيم فيها الأسد اليوم محاطة بأسوار عالية مزودة بكاميرات مراقبة متطورة، بينما سيارات مدرعة تتحرك باستمرار لتوفير طبقة إضافية من الأمان. لكن حتى هذه الإجراءات لم تعد كافية لحماية رجل أصبح هدفًا لكل عدو، محلي ودولي.

العملية الفاشلة وتهديد ملاك الموت

محاولة الاغتيال الأخيرة لم تكن حادثًا عشوائيًا، بل عملية محكمة التخطيط نفذها خصوم الأسد الذين رفضوا أن يبقى على قيد الحياة دون مساءلة عن سنوات النزف السوري المستمرة. المصادر الروسية أشارت إلى أن الهدف كان اختراق جدار الأمان في إحدى الفيلات، باستخدام عناصر مجهولة المصدر، ولكن تم إحباط العملية في اللحظة الأخيرة بفضل يقظة الحراس والمراقبة التقنية المتقدمة.

هذه العملية لم تكن مجرد تهديد جسدي، بل رسالة سياسية صريحة: الأسد، مهما كان ملاذه، ليس فوق القانون أو المصير الذي يلاحقه منذ سنوات النزاع السوري الطويلة.

 

الأسد تحت المجهر

اليوم، الوجه الذي عرفه العالم يتغير. بشار الأسد ليس الرجل القوي الذي يقف أمام الكاميرات بثقة؛ بل نسخة منهكة تحاول إخفاء علامات الخوف وراء نظارات شمسية وقناع من الهدوء المزيف. حياته أصبحت سلسلة من الحذر المستمر، لا يسمح فيها بأية ثغرة يمكن أن يستغلها خصومه.

الأسد يتحرك الآن بين شقق سرية تتصل عبر أنفاق أو ممرات خاصة، وغالبًا ما يغير أماكن إقامته كل أسبوع، وفق مصادر روسية داخلية. كل لقاء محدود للغاية، وغالبًا ما يتم تحت إشراف مشدد للحراس وأجهزة المراقبة الرقمية، بما في ذلك الطائرات المسيرة الصغيرة التي تتجسس على محيط الفيلات.

موسكو تتحول إلى ساحة مطاردة

المدينة التي كانت رمزًا لقوة حلفائه، تحولت إلى سجن مفتوح. الشرطة الروسية والاستخبارات المحلية تراقب كل تحركاته عن كثب، بينما الأسد يحاول البقاء في الظل، متجنبًا أي ظهور علني، حتى بين أوساط حلفائه.

المراقبون يشيرون إلى أن موسكو لم تعد ملاذًا، بل متاهة معقدة تحاصر كل حركة، وكل فكرة قد تنقذه أو تهدده في لحظة غير متوقعة. السيارات المدرعة المتنقلة، الفرق الأمنية المجهزة بأحدث التقنيات، وحتى المتفجرات المزروعة مسبقًا في محيط الفيلات لم تعد خيالًا، بل احتمالًا حقيقيًا يفرض قيودًا صارمة على حياته اليومية.

الخبراء يقرأون مصيره

الخبراء السياسيون والاستخباراتيون يرون أن الأسد أصبح في موقف لا يحسد عليه. الدكتور إيغور بيلوف، خبير شؤون الشرق الأوسط في موسكو، يقول:
“بشار الأسد لم يعد زعيمًا، بل رمز للرهبة والخوف المستمر. كل تحرك له يخضع للتقييم الاستخباراتي، وكل مخبأ يحتمل أن يصبح هدفًا.”

في الوقت نفسه، يشير محللون سياسيون إلى أن وضعه الحالي يعكس مأزقًا مزدوجًا: هروب من خصومه في سوريا ومن حلفائه الذين لم يعودوا يثقون به بشكل كامل. موسكو لم تعد ملاذًا، بل رقعة شطرنج كبيرة يخطط خصومه لتحركاته عليها بدقة.

 

التاريخ يطارده بلا رحمة

بشار الأسد، الرئيس الذي طالما ظهر على شاشات العالم بقوة ونفوذ، بات اليوم رمزًا للهروب والخوف المستمر. سنوات طويلة من النزاعات لم تترك له سوى الجدران العالية والأبواب المغلقة، بينما التاريخ يطارده بلا رحمة، والعالم يراقبه في صمت.

الأسد يعيش اليوم بين الماضي والحاضر، بين ذكريات السلطة والتهديد المستمر. كل يوم يمر عليه في موسكو يعيد رسم صورته أمام العالم: زعيم سابق تحول إلى هارب، رجل يسعى للنجاة بينما ملاك الموت يراقبه في كل زاوية، وكأنه يحاول استكمال اللعبة التي بدأها التاريخ ضده منذ سنوات النزاع السوري الطويلة.

 

ختام: الهروب المستمر والانتظار الدائم

في موسكو اليوم، الأسد ليس مجرد رئيس هارب، بل شخص محاصر بماضيه ومستقبله، هارب من خصومه ومن التاريخ نفسه، ومن ملاك الموت الذي يبدو أنه ينتظر اللحظة المناسبة لإنهاء اللعبة التي طال أمدها. كل تحرك، كل فكرة، كل مخبأ، أصبح جزءًا من معركة البقاء التي لم يعد يعرف أحد متى ستنتهي.

التعليقات مغلقة.