:
تعود من جديد قضايا توظيف الأموال لتتصدر المشهد في مصر مع بروز اسم المستشار الاقتصادي أيمن حامد سليمان، رئيس مجموعة استثمارية كبرى، بعد قرارات التحفظ على أمواله والتحقيقات الجارية بشأن أنشطته. لتتحول قضيته إلى أحدث قضية رأي عام في سلسلة طويلة من ملفات «المستريحين» التي هزّت الشارع المصري منذ منتصف السبعينات وحتى اليوم.
من الريان والسعد إلى أيمن حامد سليمان
بدأت الظاهرة في السبعينات مع شركات مثل الريان والسعد وعبد اللطيف الشريف، التي أغرت المصريين بعوائد خيالية تجاوزت 25% شهريًا، قبل أن تنهار وتترك خلفها آلاف الضحايا وخسائر بالمليارات. ثم جاءت قضايا بارزة مثل هدى عبد المنعم (المرأة الحديدية)، و«بدر للاستثمار»، و«الهلال»، و«الحجاز»، حيث جمعت تلك الشركات مليارات الجنيهات قبل أن تختفي بين ليلة وضحاها.
«المستريح».. لقب يطارد كل نصاب جديد
مع ظهور أحمد مصطفى إبراهيم الملقب بـ«المستريح»، الذي جمع أكثر من 50 مليون جنيه بزعم استثمارها في الأسمدة، أصبح اللقب لصيقًا بكل نصاب جديد. وتوالت بعدها قضايا مثل:
ريان المرج الذي جمع 46 مليون جنيه من تجارة الطيور.
مستريحة الأميرية التي استولت على 15 مليون جنيه بحجة تجارة العقارات والأجهزة الكهربائية.
مستريح الأرانب الذي جمع 250 مليون جنيه من 8 محافظات بزعم الاستثمار في تربية الأرانب.
ريان الإسكندرية الذي جمع 100 مليون جنيه عبر قنوات دعوية وإعلانات وهمية.
مستريح أسوان.. قنبلة 2022
في 2022 ظهر اسم مصطفى البنك الشهير بـ«مستريح أسوان»، الذي نجح في جمع أكثر من مليار جنيه من الأهالي عبر شبكة من «المستريحين الصغار» الذين كانوا يجمعون له الأموال والمواشي والسيارات. القضية هزّت الصعيد وأكدت أن الظاهرة لم تختفِ رغم القوانين والتشديدات.
أساليب تتطور وضحايا يتكررون
تنوعت طرق النصب بين تجارة الطيور والماشية، والمضاربة في البورصة، وتجارة العملات المشفرة مثل قضية «مستريح البيتكوين» الذي استولى على 200 مليون جنيه من آلاف المواطنين. لكن العامل المشترك واحد: وعود بعوائد خيالية، وضحايا يلهثون وراء حلم الثراء السريع.
لماذا يسقط المصريون ضحايا حتى الآن؟
رغم مرور أكثر من 45 عامًا على أولى قضايا توظيف الأموال، لا يزال مئات المواطنين يقعون في الفخ. الخبراء يرجعون ذلك إلى:
ضعف الثقافة المالية لدى بعض الفئات.
الطمع في أرباح سريعة تتجاوز ما تمنحه البنوك.
استغلال المحتالين لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لبث الثقة.
الخلاصة
قضية أيمن حامد سليمان تمثل حلقة جديدة في مسلسل لم ينتهِ بعد، يطرح تساؤلات حول دور الرقابة، وكيفية رفع الوعي المجتمعي لحماية المدخرات. فبين «الريان» في الثمانينات و«مستريح أسوان» في 2022، وصولًا إلى أيمن سليمان اليوم، يتكرر المشهد مع اختلاف الأسماء والطرق، بينما يظل الضحايا هم الخاسر الأكبر.









التعليقات مغلقة.