يشهد سوق مواد البناء في مصر حالة من إعادة التوازن بعد تطبيق قرار رسوم الإغراق على واردات البليت والصلب، حيث تباينت ردود فعل الشركات بين التثبيت والتخفيض. فبينما اختارت بعض المصانع الكبرى المحافظة على أسعارها عند مستويات قياسية، اتجهت أخرى إلى خفض الأسعار في محاولة لجذب العملاء وامتصاص تداعيات القرار الجديد الذي أعاد تشكيل خريطة المنافسة داخل السوق
وفي هذا السياق أعلنت شركة حديد عز عن تثبيت أسعارها لمدة ثلاثة أشهر متتالية، مؤكدة أنه ليس من المنتظر حدوث أي زيادات مستقبلية خلال تلك الفترة، وذلك استنادًا إلى متابعة دقيقة لحركة أسعار الخامات العالمية وعلى رأسها خام الحديد والبليت، بالإضافة إلى مدخلات إنتاج مثل الفحم والطاقة.
وقالت الشركة في بيانها إن سعر طن حديد التسليح سيظل عند 38,200 جنيه أرض المصنع، وهو السعر الذي حافظت عليه منذ أكتوبر الماضي، في ظل محاولات لموازنة تكلفة الإنتاج مع قدرة السوق الشرائية.
تباين الأسعار بين الشركات
في المقابل، تحركت بعض الشركات المنافسة في اتجاه مختلف؛ حيث أعلنت بشاي للصلب عن خفض أسعارها بواقع 400 جنيه للطن ليصل السعر إلى نحو 37,800 جنيه شامل ضريبة القيمة المضافة، بينما اتجهت السويس للصلب إلى خفض أكثر تحفظًا بلغ 200 جنيه للطن ليُسجل السعر الجديد حوالي 37,900 جنيه.
هذه التعديلات تأتي مباشرة عقب تطبيق قرار رسوم الإغراق على واردات البليت والصلب، الذي كان له تأثير مباشر على خريطة التسعير داخل السوق المصري.
ردود فعل السوق
المقاولون والمطورون العقاريون اعتبروا أن تثبيت أسعار “حديد عز” يمثل مؤشرًا على رغبة الشركة في الحفاظ على استقرار السوق خلال فترة حساسة، بينما رحّب المستهلكون بتخفيضات “بشاي” و”السويس”، معتبرين أنها قد تمنح بعض الانفراجة في التكلفة النهائية لمشروعات البناء.
ويرى محللون أن الفترة المقبلة ستشهد حالة من الترقب، مع احتمال أن تقدم شركات أخرى على إعادة مراجعة أسعارها سواء بالتثبيت أو التخفيض، وفقًا لحركة السوق العالمية وسعر الدولار محليًا.
توقعات المرحلة المقبلة
استقرار أسعار حديد عز قد يساهم في تهدئة السوق ويُعتبر مؤشرًا مرجعيًا لباقي الشركات.
تخفيضات بشاي والسويس قد تضغط على باقي المصنعين لمراجعة أسعارهم بما يتناسب مع قدرات الطلب المحلي.
المستهلك النهائي قد يشهد فروقات سعرية حسب المناطق الجغرافية وتكلفة النقل، ما يجعل الأسعار في بعض المحافظات أعلى من أرض المصنع بعد إضافة مصاريف الشحن.









التعليقات مغلقة.