جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

خريطة الادخار..مصير الشهادات البنكية ذات العائد المرتفع بعد قرار خفض الفائدة 2%

 

شهدت فروع البنوك المصرية خلال الأيام الماضية إقبالاً ملحوظًا من المواطنين على شراء الشهادات الادخارية، في محاولة لتأمين مدخراتهم والحصول على عوائد مستقرة في ظل تراجع أسعار الفائدة الأساسية بقرار البنك المركزي الأخير بخفضها بمقدار 2%. ويأتي هذا التحرك ليعيد رسم خريطة الادخار في السوق المصرفية، ويطرح تساؤلات حول مصير أعلى العوائد التي كانت البنوك قد طرحتها خلال الأشهر الماضية.

- Advertisement -

شهادات البنك الأهلي المصري

لا يزال البنك الأهلي يحتفظ بمكانته كأحد أبرز اللاعبين في سوق الادخار، حيث طرح شهادة متدرجة العائد لثلاث سنوات تمنح عائداً مرتفعاً يصل إلى 27% في السنة الأولى، قبل أن يتراجع تدريجياً إلى 22% في السنة الثانية و17% في السنة الثالثة. كما يتيح البنك شهادة ذات عائد متغير مرتبط مباشرة بتحركات أسعار الفائدة، وهو ما يجعل العائد الحالي عند مستوى يقارب 24% لكنه مرشح للانخفاض مع استمرار دورة التيسير النقدي.

شهادات بنك مصر

في المقابل، طرح بنك مصر عدة أوعية ادخارية لاقت اهتمامًا واسعًا، من بينها شهادة “القمة” بعائد ثابت 21.5% سنويًا، بجانب شهادة “طلعت حرب” التي جذبت آلاف العملاء بعائد شهري تجاوز 23% وبلغ إجمالي عائدها السنوي نحو 27%. كذلك قدم البنك شهادة “يوماتي” ذات العائد المتغير بشكل يومي، والتي ترتبط مباشرة بسعر الفائدة المعلن من البنك المركزي، وهو ما يجعلها أيضًا مرشحة للتراجع.

تنوع العروض في البنوك الأخرى

عدد من البنوك الخاصة والاجتماعية دخلت على خط المنافسة، أبرزها بنك QNB الذي طرح شهادات بعائد يقترب من 20% لمدد ثلاث سنوات، إضافة إلى بنك ناصر الاجتماعي الذي خصص لكبار السن شهادة “رد الجميل” بعائد مرتفع وصل إلى 24% سنويًا، مع خيار صرف شهري بنسبة تقارب 22%. هذه العروض عززت من خيارات العملاء الباحثين عن عوائد مضمونة، خاصة شريحة المتقاعدين.

مصير الشهادات بعد خفض الفائدة

القرار الأخير للبنك المركزي بخفض الفائدة بمقدار 2% انعكس مباشرة على الشهادات ذات العائد المتغير، حيث بدأت البنوك بالفعل في تخفيض عوائدها الجديدة، بينما تستمر الشهادات ذات العائد الثابت بنفس الشروط حتى تاريخ الاستحقاق دون تغيير. ومع ذلك، توقفت بعض البنوك عن إصدار الشهادات ذات العوائد الأعلى مثل 27% و25%، في مؤشر على دخول السوق مرحلة إعادة هيكلة جديدة للعوائد بما يتناسب مع السياسة النقدية الحالية.

قراءة مستقبلية

من المرجح أن يظل الادخار في البنوك عبر الشهادات أحد أهم خيارات المواطنين في الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق الأخرى، إذ تمثل الشهادات أداة آمنة تضمن عائدًا محددًا بعيدًا عن تقلبات سعر الصرف أو حركة البورصة. إلا أن الانخفاض المتوقع في العوائد قد يدفع بعض المدخرين إلى تنويع استثماراتهم نحو أدوات أخرى مثل الودائع قصيرة الأجل أو الاستثمار العقاري.

التعليقات مغلقة.