شهد سوق الذهب في مصر خلال اليومين الماضيين حركة تصحيحات معتدلة بعد موجة ارتفاع أولي، إذ تراجع سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر طلبًا في السوق، من حوالي 4520 جنيهًا يوم الثلاثاء إلى 4515 جنيهًا خلال تعاملات الأربعاء صباحًا، قبل أن يقفز بقوة إلى 4550 جنيهًا مساءً. يشير هذا النمط إلى تحوّل معنويتين الأسواق نحو الحذر والترقب، مدفوعًا بمزيج من العوامل المحلية والعالمية، أبرزها تذبذب أسعار الأوقية عالميًا وترقب محضر البنك الاحتياطي الفيدرالي وخطاب باول في جاكسون هول.
أسعار الذهب المحلية خلال اليومين الماضيين (حسب منصة «آي صاغة»):
عيار 24: من نحو 5180 جنيهًا إلى حوالي 5200 جنيه
عيار 21: جرى بين 4520 و4550 جنيهًا
عيار 18: تحرك من نحو 3875 جنيه إلى 3900 جنيه
الجنيه الذهب: تراوح بين 36,200 و36,400 جنيهًا
هذا السلوك يعكس حالة من الترقب الحذر لدى المستثمرين والمشترين؛ حيث يراقبون الإشارات القادمة من السياسة النقدية الأمريكية، لتقييم إمكانية استمرار الانخفاض أو بداية موجة صعود جديدة في الأسعار.
الذهب عالميًا ومحضر الفيدرالي
ارتفع سعر الأوقية في الأسواق العالمية بنحو 27 دولارًا ليسجل 3342 دولارًا، بعدما كان قد هبط أمس إلى 3315 دولارًا. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بتراجع مؤشر الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، في وقت تتجه فيه أنظار المتعاملين إلى محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشهر يوليو وخطاب رئيسه جيروم باول في ندوة جاكسون هول (21–23 أغسطس).
وتشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعّر احتمالية تتراوح بين 83–85% لخفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس الشهر المقبل، غير أن بعض المحللين يحذرون من أن باول قد يتجه إلى لهجة أكثر تشددًا في ظل بيانات التضخم القوية الأخيرة.
التوترات السياسية والجيوسياسية
ساهمت التطورات السياسية في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن، إذ تراجع مؤشر الدولار من 98.44 إلى 98.12 نقطة بعد ضغوط سياسية على الفيدرالي، عقب دعوة الرئيس الأمريكي ترامب لاستقالة عضو مجلس الاحتياطي ليزا كوك.
كما دعمت قمة البيت الأبيض التي جمعت ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين الآمال في انفراجة دبلوماسية للأزمة الروسية – الأوكرانية، رغم تأكيد موسكو أن أي قمة محتملة تحتاج إلى تحضير طويل.
تصريحات ترامب وضغوط السياسة النقدية
من ناحية أخرى، جدد ترامب هجومه على رئيس الفيدرالي جيروم باول، متهمًا إياه بالتسبب في تراجع قطاع الإسكان بسبب الإبقاء على الفائدة مرتفعة، وطالب بخفض قوي للفائدة. وتزداد أهمية كلمة باول في جاكسون هول خلال الأيام المقبلة، حيث ستحدد ملامح السياسة النقدية القادمة وسط ضغوط سياسية وجيوسياسية متصاعدة.









التعليقات مغلقة.