شهدت أسعار الذهب العالمية انخفضًا ملحوظًا في بداية تداولات الأسبوع، حيث فقدت معظم مكاسبها التي حققتها خلال الأسبوع الماضي، متأثرة بتراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية مع تصاعد المخاطر السياسية الإيجابية إثر المحادثات المرتقبة بين الولايات المتحدة وروسيا حول الحرب في أوكرانيا.
فتحت أونصة الذهب تداولات اليوم عند مستوى 3399 دولارًا، لتسجل انخفاضًا بنسبة 1.1% وتقترب من مستوى 3357 دولارًا للأونصة، وهو أدنى سعر خلال الجلسة، وفقًا لمؤشرات جولد بيليون. وتأتي هذه التراجعات بعد موجة مكاسب استمرت أسبوعين، وصل خلالها الذهب إلى 3409 دولار للأونصة، لكن السعر لم يستطع البقاء فوق مستوى 3400 دولار، ما دفع المستثمرين إلى التحوط والانخفاض نحو مستويات دعم مهمة عند 3350 دولار و3335 دولار (المتوسط المتحرك لـ50 يومًا).
يأتي هذا الانخفاض في ظل إعلان الرئيس الأمريكي عن لقاء مرتقب مع نظيره الروسي في منتصف أغسطس بمدينة ألاسكا، بهدف التفاوض على تهدئة الأوضاع في أوكرانيا، ما ساهم في تخفيف التوترات الجيوسياسية وأدى إلى تراجع المخاوف في الأسواق المالية، وبالتالي انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وعلى صعيد الاقتصاد الأمريكي، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك هذا الأسبوع، التي من المتوقع أن تظهر زيادة في التضخم الأساسي بنسبة 0.3% على أساس شهري، وصولاً إلى معدل سنوي يقدر بـ3%، متجاوزًا مستهدف الاحتياطي الفيدرالي عند 2%. في الوقت ذاته، عزز تقرير الوظائف الضعيف مؤخرًا توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، حيث تشير الأسواق إلى احتمال مرتفع بنسبة 90% لخفض الفائدة، ما يدعم توجهات متباينة لأسعار الذهب.
كما تشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ترقبًا حذرًا مع اقتراب الموعد النهائي لاتفاق تجاري في 12 أغسطس، مما يضيف مزيدًا من التداخلات على حركة أسعار الذهب في المدى القصير.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات لجنة تداول السلع الآجلة ارتفاعًا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات بمقدار 10,953 عقدًا، بينما تراجعت عقود البيع بنحو 2,501 عقد، مما يعكس زيادة الطلب على المضاربة على الذهب وسط تقلبات الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية.
الذهب في السوق المحلية
شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا طفيفًا مع بداية جلسة اليوم، متأثرة بالتراجع العالمي وعودة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى الانخفاض التدريجي. وافتتح سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا عند مستوى 4585 جنيهًا، ليتداول حاليًا عند 4587 جنيهًا للجرام، بعد أن أغلق جلسة الأمس عند 4618 جنيهًا.
فشل الذهب المحلي في المحافظة على مستوى 4600 جنيه للجرام يعكس ضعف الزخم الصاعد وسط الضغوط السلبية من تحركات الأسواق العالمية وسعر الصرف المحلي. وتأتي هذه التحركات في ظل ارتفاع معدل التضخم الأساسي في مصر، حيث سجل 11.6% في يوليو مقارنة بـ11.4% في يونيو، ما يشير إلى استمرار الضغوط السعرية على المستهلكين رغم التراجع في المعدل العام للتضخم.
توقعات مستقبلية
من المتوقع أن يستمر سعر الذهب العالمي في تأثره بالتطورات السياسية والاقتصادية المتسارعة، لا سيما نتائج المحادثات الأمريكية الروسية وبيانات التضخم الأمريكية. وقد يشهد السعر تحركات متقلبة حتى تتضح اتجاهات الأسواق بشكل أكبر.
أما على المستوى المحلي، فإن تحركات سعر صرف الدولار وتطورات التضخم ستظل عوامل رئيسية تحدد اتجاهات أسعار الذهب، مع احتمالية استمرار ضعف الزخم الصاعد في المدى القصير.









التعليقات مغلقة.