في إطار التصدي الحاسم من وزارة الداخلية لمروجي المحتوى غير الأخلاقي عبر الإنترنت، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على البلوجر الشهيرة المعروفة بـ”موكا موكا”، والمقيمة بمحافظة الجيزة، وذلك بعد ورود عدة بلاغات تتهمها بنشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا إباحية صريحة تتنافى مع القيم والتقاليد المجتمعية.
جاءت هذه الخطوة في سياق ملاحقة صانعي المحتوى المتجاوزين، حيث قامت الجهات المختصة عقب تقنين الإجراءات القانونية، بضبط “موكا موكا”، والتي تبين أن لها معلومات جنائية سابقة، وعُثر بحوزتها على كمية من مخدري “الحشيش” و”البودر”. وبمواجهتها، أقرت بأنها نشرت الفيديوهات المثيرة للجدل بهدف رفع نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مادية من خلال منصات التواصل الاجتماعي، كما اعترفت بحيازتها المواد المخدرة بقصد الاتجار.
- Advertisement -
حملة موسعة لمواجهة المحتوى المخل
تأتي هذه الحملة ضمن سلسلة من التحركات الواسعة التي شنتها وزارة الداخلية مؤخرًا ضد عشرات البلوجرز وصنّاع المحتوى الذين ثبت تورطهم في نشر مقاطع تتسم بالإسفاف اللفظي أو المضمون المنافي للآداب العامة، مستغلين شهرتهم الرقمية لجني أرباح طائلة، دون اعتبار للتأثير المجتمعي أو القانوني. وقد أسفرت الحملات عن ضبط عدد من صانعي المحتوى خلال الأشهر الماضية، بتهم تتراوح بين نشر الفجور، وغسل الأموال، وحيازة مواد مخدرة.
الأبعاد القانونية والقيمية
من منظور قانوني، تعد هذه القضايا مخالفة صريحة لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، إلى جانب مخالفة قانون العقوبات، خاصة المواد المتعلقة بنشر الفجور أو التحريض عليه، أو إدارة صفحات إلكترونية لبث محتوى يخل بالآداب العامة.
وحذرت الجهات المختصة مرارًا من خطورة التربح عبر المساس بالقيم الأخلاقية أو استغلال الإنترنت لنشر محتوى ضار، لما لذلك من تأثير سلبي على النشء والمجتمع، إضافةً إلى التأثير على صورة المجتمع المصري محليًا ودوليًا.
دعوات لحوكمة المحتوى
وأعرب عدد من الخبراء عن أهمية الإسراع في وضع ضوابط صارمة لحوكمة المحتوى الرقمي، بالتوازي مع التوعية المجتمعية بأضرار ممارسات بعض صانعي المحتوى الذين يسعون إلى الشهرة بأي ثمن. كما أشاروا إلى ضرورة تطوير أدوات المراقبة والتشريعات لمواكبة تسارع الظواهر الرقمية، بما يحقق التوازن بين حرية التعبير وضوابط القيم العامة.
التعليقات مغلقة.