مستشفى أهل مصر للحروق.. تُعد العدوى من أخطر التحديات التي تواجه مرضى الحروق، إذ لا تقتصر خطورتها على تأخير عملية التعافي، بل تُعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في كثير من الحالات، وذلك لأن الحروق تُفقد الجلد قدرته الدفاعية كونه الحاجز الطبيعي الأول أمام الجراثيم، مما يجعل الجسم أكثر عرضة لغزو البكتيريا والفيروسات والفطريات.
ويوضح مستشفى أهل مصر للحروق أن الخطورة الحقيقية لا تكمن في الحرق ذاته فحسب، بل في المضاعفات المصاحبة له وعلى رأسها العدوى، إذ يؤدي تضرر الجلد إلى فتح الطريق أمام الكائنات الدقيقة لاختراق الجسم بسهولة، مما يستدعي استعدادًا عالي المستوى من الطواقم الطبية للتعامل مع الحالة بطرق علمية دقيقة.
ويشير مستشفى أهل مصر للحروق إلى أن بعض الإجراءات الطبية، مثل تركيب القسطرة أو أنابيب التنفس، رغم ضرورتها في إنقاذ حياة المرضى، قد تمثل مدخلًا مباشرًا للميكروبات إن لم تُنفذ في بيئة معقمة بنسبة 100%. وهنا تبرز أهمية الالتزام الصارم بالبروتوكولات الطبية التي تضمن سلامة المريض من أية مصادر محتملة للعدوى.
ويُضاف إلى ذلك أن مرضى الحروق عادةً ما يعانون من ضعف واضح في جهازهم المناعي نتيجة الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له، ما يجعل أجسادهم أقل قدرة على مقاومة أي عدوى محتملة، ويضاعف من أهمية الرعاية الوقائية المبكرة.
ومن جهة أخرى يحذر المستشفى من الالتهابات المكتسبة داخل بيئة المستشفى، خاصة تلك الناتجة عن بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، والتي يمكن أن تنتقل بسهولة في أوساط المرضى إذا لم يتم اتباع إجراءات العزل والنظافة والتعقيم بصرامة ووعي كامل.
وللحد من هذه المخاطر، يلتزم مستشفى “أهل مصر للحروق” بتطبيق أعلى معايير النظافة والتعقيم، من خلال التعقيم الدوري للأدوات، والتعامل الحذر مع الجروح، وتدريب الفرق الطبية بشكل مستمر على أحدث الأساليب العالمية لمكافحة العدوى.
ويشدد المستشفى على ضرورة الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، منعًا لتطور سلالات بكتيرية مقاومة يصعب القضاء عليها لاحقًا، موضحة أن المضاد لا يجب استخدامه إلا بعد تشخيص دقيق وتحت إشراف الطبيب المختص.
كما يؤكد المستشفى أن التعامل مع الجروح المفتوحة يجب أن يتم بحرفية عالية، من خلال تغيير الضمادات بانتظام باستخدام مواد معقمة، وتغطية الجرح بطريقة صحيحة، للحد من فرص دخول الجراثيم إلى الجسم.
وفي إطار خطة الوقاية، يولي المستشفى أهمية كبرى لتثقيف الأطقم الطبية وتدريبهم على التعامل الآمن مع مرضى الحروق، كما تلتزم بعزل الحالات المصابة بالعدوى، لحماية باقي المرضى الذين غالبًا ما يكونون في حالة مناعة منخفضة.
ولا يغفل “أهل مصر للحروق” الجانب الغذائي، حيث يتم إعداد برامج تغذية خاصة لكل مريض، تضمن حصوله على العناصر التي تعزز مناعته وتساعده في مقاومة العدوى ودعم التعافي.
ويؤكد المستشفى أن الالتزام بهذه المنظومة الوقائية المتكاملة ينعكس بشكل مباشر على معدلات الشفاء، ويقلل من فترة بقاء المريض في المستشفى، ويخفض نسب المضاعفات، بما يحقق تجربة علاجية أكثر أمانًا وإنسانية.
إن حماية المريض من العدوى ليست مهمة طبية فقط، بل مسؤولية مشتركة تتطلب وعي كل فرد في الفريق الطبي داخل مستشفى أهل مصر للحروق ، وأيضًا الأسرة التي تتابع حالة المريض بعد خروجه. فمكافحة العدوى تبدأ من العناية الدقيقة بالجروح، وتمر بالتغذية السليمة، ولا تنتهي إلا حينما يعود المريض لحياته الطبيعية بسلامة وأمان.
التعليقات مغلقة.