جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

أحمد أمين مسعود يكتب : مدينة الجلالة.. عملاق قادم في مضمار السياحة الدولية

في تسعينيات القرن الماضي وما بعدها عندما كانت السياحة المصرية فى عنفوانها وتألقها كانت مدن مثل الغردقة والأقصر وأسوان تحظى بشهرة كبيرة بين السائحين من خارج مصر، ثم تربعت شرم الشيخ على رأس القائمة، ونحن الآن وسط جهود مصر لاستعادة حصتها الحقيقية من السياحة نرى أنطلاق مدينة الجلالة أحدث المدن السياحية على شاطئ البحر الأحمر ، بمساحة تبلغ 17 ألف فدان وهي بيئة متكاملة تجمع مابين مجتمع الرفاهية متمثلاً فى منتجع الجلالة الذي تزيد مساحته عن مليوني متر مربع، والجانب التعليمى وعلى رأسه جامعة الجلالة وأخيرًا الشق الصناعى حيث يحظى رخام الجلالة بسمعة مميزة.

وأتصور أن المدينة ستنضم بقوة لقائمة المدن الجاذبة للسياحة العالمية لأن منتجع الجلالة لديه كل مؤهلات التميز، فهو يطل على شاطئ خليج السويس ويتكون من مرحلتين، الأولى ترتفع عن سطح البحر بنحو 600 متر، فيما تطل المرحلة الثانية على ساحل البحر ليكون المنتجع لوحة فريدة من نوعها تجمع ما بين الجبل والبحر، ولا ننسى ما وهبته الطبيعة لهذا المشروع من ميزات إضافية مغرية، فهو في منطقة مشمسة وجافة ولايتوافر فيها رطوبة بما يجعله المكان المفضل والأكثر دفئًا واعتدالًا لاستقبال السائحين خلال الشتاء.

- Advertisement -

و كل المؤشرات تقول أن الموسم السياحي الشتوي المقبل مبشرة للغاية، من حيث الحجوزات والتدفقات من أسواق دول أوروبا الغربية أو الشرقية جراء الصراع الروسي الأوكراني من جانب، ومن جانب آخر أزمة الطاقة فى أوروبا بالكامل، وهو ما يجعل مصر وجهة السائح الأوروبى المناسبة لقضاء العطلات الشتوية، مع انخفاض تكلفة الإقامة لفترات طويلة مقارنة بالإقامة في بلده خلال الشتاء حيث فواتير الطاقة المرتفعة للغاية.

وربما يكون هذا جانبًا إيجابيًا للأزمة العالمية، حيث تستحوذ البلدان الأوروبية على 70% من اجمالي التدفقات السياحية الوافدة لمصر سنويا، وهى نسبة تستدعى أن نفكر جديًا فى استغلال التطورات الحالية لتعظيمها، خصوصًا وأننا سجلنا فى النصف الأول من العام الجاري تدفقات سياحية بنحو 4.9 مليون سائح، وأتوقع أن يكون الربع الأخير من أكتوبر إلى نهاية ديسمبر فترة انتعاش سياحي مصر، بعد عامين قاسيين جراء جائحة كورونا شهد فيهما القطاع السياحي أزمة عاصفة وتوقف شبه تام فى بعض البلدان، ونرجو ان تكون مصر بإذن الله أول المتعافين.