جريدة اخبارية شاملة
رئيسي فاليو

المهندس معتز رسلان يكتب.. قمة المناخ في شرم الشيخ.. التحديات والطموحات

أبدأ كلمتى… بمقولة ولاشهر النشطاء ضد تغير المناخ… الكاتب الامريكى كيم ستانلي روبنسون…وقال…( إن الأرض تمنحنا الثقة…وبصفتنا… وكلاء واعين وليس حكام عليها… يمكننا أن نفسدها… أو نجعلها بيئة جيدة ومستدامة)…
هذه السطور… لخصت قضية أو أزمة تغير المناخ…فالبشر… يتحملون النصيب الأكبر فى تفاقم هذه الظاهرة… وهم أيضا من بيدهم السيطرة عليها…وأن سرعة مواجهتها… وتحقيق الاستدامة والبيئة الجيدة…
يتطلب…خفض الانبعاثات والحد من ارتفاع درجة الحرارة…ولتحقيق ذلك… نحتاج لتمويلات ضخمة والاهم الوفاء بالالتزامات…وهذا هو التحدى الأكبر…

لذلك.. تتجه كل أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ الشهر القادم… لحضور ومتابعة قمة المناخ COP27…وسط طموحات وفرص كبيرة , وايضاً تحديات هائلة …فالفرص… هى فى اتخاذ اجراءات سريعة للتخفيف من أثار التغير المناخى… وايجاد… سياسات تمويلية جديدة لتخفيف الضغوط عن الدول النامية… أما التحديات… فاهمها الأزمة الاقتصادية العالمية بعد جائحة كورونا… والأزمة الروسية- الأوكرانية…والتى خلفت تحديات مختلفة اخرى.. اهمها.. اتساع دائرة الفقر… وهذا كلة بخلاف غضب الطبيعة… والتى تفاجئنا بكوارث وأزمات صيفا وشتاءا…تتطلب موارد هائلة… للقدرة على مواجهتها والاستعداد المبكر لها…

- Advertisement -

لذلك… أرى أن قمة شرم الشيخ…ستشكل علامة فارقة فى تأكيد… مدى الجدية والرغبة فى علاج هذا الخلل الذى أصاب الطبيعة…من خلال اتفاقيات واضحة والتزامات محددة…تضمن لاجيالنا القادمة…العيش قى بيئة صحية آمنة…خالية من المخاوف.
وقد حرصت خلال الاعداد لكلمتى هذة… على البحث عن حجم الخسائر والتداعيات التى خلفها تغير المناخ…فوجدت أرقاما… تثير الرعب والقلق على مصير هذا الكوكب… فقد أشارت المنظمة العالمية للأرصاد… إلى أن خسائر العالم تقدر بحوالى من 300 إلى 500 تريليون دولار ما بين أعوام 2030 حتى 2050
(3)واحصائيات أخرى… تتوقع وصول عدد من يعانون الفقر المدقع إلى 300 مليون شخص بفعل هذة التغيرات… و200 مليون شخص قد يضطر للهجرة الداخلية…

ومن المؤسف… 20 دولة تمثل 80% من حجم الانبعاثات حول العالم…بينما افريقيا تصدر ما بين 2 إلى 3% فقط من هذه الانبعاثات…لكنها… تتحمل العبء الأكبر من تداعيات التغير المناخى…
أرقام خطيرة…والصمت عليها يثير الدهشة…ويهدد استقرار المجتمع الدولى…ويؤكد أن حجم الجهود والعمل العالمى…ليس بالقدر الكافى… الذى يوقف هذا الزحف نحو تدمير الطبيعة…

من جانبها… اتخذت مصر خطوات هامة فى مواجهة التغير المناخى…حيث أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050… لتتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة للدولة “رؤية مصر 2030″…
وتهدف… الى تقليل الانبعاثات الضارة…وتجهيز البلاد لتحمل آثار ظاهرة الاحتباس الحراري…كما كان لمصر… السبق في إصدار أول سند سيادي أخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقيمة 750 مليون دولار…
أضف لذلك… الاتجاه للاقتصاد الأخضر…والتوسع فى مشروعات الطاقة المتجددة… وغيرها الكثير من المبادرات والبرامج… التى تعكس جهود مصر للتعامل مع هذه الظاهرة…لذلك… تسعى مصر من خلال هذه القمة…إلى نقل تعهدات دول العالم إلى حيز التنفيذ…ووضع خارطة طريق واضحة… للتعامل مع تأثيرات تغير المناخ…وتمكين الدول النامية من مواجهة كل هذه المتغيرات…