جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

المهندس خالد عبد العزيز يكتب عن الزعيم.. عادل إمام كما عرفته

عادل إمام .

هو بلاشك ظاهرة فنية فريدة ستظل محل تقدير ودراسة لعشرات السنين.وهو المثال الأوضح للكفاح المهنى والمثابرة والإرتقاء تدريجياً لقمة مجاله الفنى بإعتراف زملائه ومنافسيه.

- Advertisement -

كنا جيراناً فى شارع سليمان أباظة بالمهندسين لما يقرب من ثلاثين عاماً ، وكنت أراه أحياناً فى المقهى الشهير فى ذلك الوقت “بنت السلطان” القريب من منزلنا، وأحياناً وهو يلعب الراكيت فى نادى الصيد مع إبنه رامى المهذب جداً ولاعب التنس الماهر كما ظهر فى فيلم “النوم فى العسل”، والمخرج المتميز حالياً .

وحينما جمعتنا الصداقة منذ حوالى عشرين عاماً وتكررت اللقاءات ودار بيننا أكثر من حوار، ظهرت لى جوانب جديدة جميلة فى شخصيته قد لا يعرفها كثير من جمهوره الممتد شرقاً وغرباً وفى أنحاء العالم .
فهو إنسان دائم المساعدة بطريقة رقيقة كريمة خفية لزملائه الذين أرهقتهم ظروف الحياة ، يقف إلى جوار بعضهم فى محنتهم، ويعيد البعض الآخر للتواجد على الساحة بإشراكهم ولو لدقائق معدودة فى أعماله الفنية، وكان يرسل لعمال نادى الصيد وبشكل دورى أموالاً من مصارف زكاته لتوزيعها من خلال الإدارة .

دعوته السنوية لنا للإفطار الرمضانى فى منزله المطل على النادى وآرائه فى شتى مناحى الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية طبعاً، وخفة ظله المعهودة وهو يقدم لنا الطعام الفاخر بنفسه وعباراته وتعبيراته الإستثنائية، كانت تبقى لشهور تالية مثاراً للمناقشة والتندر وكذلك للبهجة والإبتسام .

تغيرت الظروف عندما إنتقل النجم الكبير إلى منزله الجديد غرب محافظة الجيزة، وهو نفس منزله فى فيلم “عريس من جهة أمنية”، وقد أسس جناحاً صغيراً لنفسه وملعباً للراكيت داخل أسواره وبات قليلاً ما يغادره وبالتالى لم يتجدد اللقاء .

وفى أحد الأيام وأنا فى مكتبى بوزارة الشباب والرياضة سابقاً تلقيت إتصالاً مفاجئاً من الفنان القدير، ورغم كلماته القليلة بصوته الواضح الجاد، إلا أننى أعتبر تلك الكلمات شهادة تاريخية فى مسيرة حياتى المهنية، من نجم النجوم وأشهر فنان مصرى وعربى فى العقود الأخيرة “خالد أنا فخور بك وبعملك كوزير مصرى وبأتابعك فى جميع حواراتك التليفزيونية”.

وكان جميلاً أن ألقاه بعد هذا الحديث ببضعة أسابيع فى لقاء دعت إليه إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، لأطمئن عليه وأشكره ، ونستعيد معاً ذكريات شارعنا الجميل ولقاءات النادى اللطيفة الباسمة .

كل سنة وإنت طيب يا زعيم ، وعيد ميلاد سعيد، وكل التمنيات الطيبة بحياة بسيطة هادئة هانئة .

(تم نشرها منذ عامين بمناسبة عيد ميلاد الفنان الكبير عادل إمام، واليوم أحب أن أكرر نشرها ).

وزير الشباب السابق