د. محمد راشد: دخول “بايننس” و”كوين بايس” في الترميز العقاري سيُطلق ثورة استثمارية .. و مصر أمامها فرصة ذهبية لن تتكرر

أكد الدكتور محمد راشد، الخبير العقاري وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة التطوير العقاري، أن دخول منصات كبرى مثل “بايننس” و”كوين بايس” إلى قطاع الترميز العقاري يُعد نقطة تحوّل جذرية في مستقبل الاستثمار العقاري على مستوى العالم، ويمهد الطريق لمرحلة جديدة من التكامل بين التكنولوجيا المالية والعقار المادي.

من رموز الملكية إلى “عملات الثروة العقارية”

- Advertisement -

وأوضح راشد أن التطورات الحالية تتجاوز مفهوم التملك الجزئي أو رموز الأصول العقارية (tokenized assets)، لتدخل في نطاق أكثر تطورًا وهو ما وصفه بـ”عملات الثروة” – وهي عملات رقمية مشفّرة ترتبط مباشرة بأصول عقارية مدرة للعائد، وتقوم بتوزيع أرباح دورية على حامليها، على غرار صناديق الاستثمار العقاري (REITs)، لكن ضمن إطار رقمي أكثر مرونة وقابلية للتداول عالميًا.

تحويل العقار من أصل جامد إلى أداة سيولة رقمية

وأشار إلى أن هذه النقلة النوعية ستُعيد تعريف الاستثمار العقاري من كونه أصلًا جامدًا وطويل الأجل، إلى أداة سيولة رقمية يمكن تداولها لحظيًا عبر البورصات والمنصات، ما يفتح المجال أمام اقتصاد تداول يومي نشط للعقار بدلًا من الاعتماد على الصفقات التقليدية الثقيلة.

مخاطرة تعادل الفرصة.. والتنظيم هو كلمة السر

وشدد راشد على أن دخول هذه المنصات العملاقة إلى سوق الترميز العقاري سيفتح الباب أمام ملايين المستثمرين الصغار حول العالم للدخول إلى السوق العقاري بأدوات رقمية جديدة وبتكاليف منخفضة، لكنه في المقابل يحمل مخاطر تنظيمية وأمنية، تستوجب استعدادًا تشريعيًا من الحكومات، من حيث حماية حقوق المستثمرين، ومكافحة غسيل الأموال، وتحديد الأطر القانونية التي تحكم هذه الأصول المختلطة.

مصر أمام فرصة نادرة للانطلاق

وأكد راشد أن السوق العقاري المصري أمام فرصة نادرة للاستفادة من هذه الثورة الرقمية، من خلال بناء إطار تشريعي مرن ومتطور يسمح بإطلاق منصات وطنية للترميز العقاري، تقدم منتجات استثمارية عقارية مربوطة بالأصول المصرية، وتُسوّق على المستوى الدولي، ما من شأنه جذب العملة الصعبة، وتنشيط التمويل العقاري، وتدويل المشروعات المصرية.

دعوة لتحرك عاجل

واختتم د. محمد راشد تصريحاته بدعوة المؤسسات المعنية، وعلى رأسها البنك المركزي المصري وهيئة الرقابة المالية، إلى إطلاق حوار مؤسسي فوري حول دمج أدوات التمويل الرقمي في السوق العقاري، والعمل على تأهيل الشركات والمنصات المحلية لمواكبة هذا التحول، مؤكدًا أن من يتأخر اليوم عن هذه اللحظة، قد يجد نفسه خارج مشهد الاستثمار العقاري العالمي خلال سنوات قليلة