الإخفاقات جزء لايتجزأ من النجاح. ..و لا أحاول، لا أبذل قصاري جهدي – أنا أذهب إلي أقصي حدود ما يتطلبه العمل بمنتهي النزاهة”
في مجال التطوير الذاتي لا أحب تعبير “نقاط ضعف” ولكنها مناطق ذاتية تحتاج العمل عليها لجعلها أفضل
الالتزام بمبادئ النزاهه في العمل وعدم التخلي عن القيم الشخصية أمام أي ضغط.
الاستفادة من خبرات الآخرين بغض النظر عن السن أو المنصب لإثراء عملية صنع القرار وتعزيز الابتكار والشمولية
.
صعود رائدات الأعمال إلي القمة.. ليس بالأمر الهين خصوصا في ظل مجتمعات ما زالت تشك في قدرة النساء علي القيادة لذلك فإن لكل رحلة نجاح لرائدة أعمال قصة تستحق أن تُروى وحكايات يجب أن تُسطر حتي تستفيد منها الطامحات إلي التفوق.
فكم من أمثلة لرائدات أعمال مصريات كافحن لكتابة مجدهن بأيديهن بدءًا من أولئك اللاتي كرسن حياتهن للأعمال المنزلية وتربية الصغار ووصولًا إلى من اخترن أن يكُنّ طرفًا في منافسات سوق العمل أو من جمعن بين الدورين معًا فالأمر كله متعلق بانتهاز الفرص التي تقدمها الحياة والقرارات والاختيارات التي تحددها كل طامحة و حالمة بالوصول إلي القمة.
وفي السطور التالية تستعرض جهينة موسي واحدة من رائدات الأعمال البارزات في مصر و التي شغلت مناصب قيادية في كبري المؤسسات في دول مختلفة وحاليا تشغل منصب رئيس قطاع تطوير الأعمال في شركة جي ڤي للاستثمارات روشتة نجاحها في مشوارها المهني حتي تكون نبراسا لكل النساء اللاتي يريدن الصعود إلي القمة في مجالات الأعمال المختلفة.
قالت جهينة موسى، رئيس قطاع تطوير الأعمال فى شركة “جى فى” للاستثمارات أن تحقيق النجاح يأتى عن طريق المثابرة والقدرة على التكيف في مواجهة التحديات، والتعامل مع الإخفاقات ليس كطريق مسدود ولكن كجزء من الرحلة من أجل تحقيق النجاح وعلينا تقبله من أجل الاستمرار لا الانسحاب.
و روت جهينة موسي خلال حديثها لمجلة ” business today egypt قصة نجاحها عبر رحلة حياتها العملية علي مدار 18 عامًا من الخبرة في قيادة استراتيجيات التطوير وتخطيط الأعمال، فى الإعتماد علي المرونة والقدرة على التكيف، والتعلم من الأخطاء، لإيمانها بأن العمل الجاد عنصر أساسي لتخطى العقبات.
وأضافت جهينة أنها تتبنى شعار فى عملها يتضمن بذل كل ما يتطلبه العمل بنزاهة دون الاكتفاء بمجرد المحاولة أو بذل بعض المجهود.
ولفتت أن الشك في القدرات الشخصية يعد جزءًا طبيعيًا من التجربة الإنسانية، خاصة في ظل بيئة عمل تنافسية، ويمكن للشخص التغلب عليه من خلال تقبل وضعك الحالي والعمل علي تطويره، عدم التعامل مع المواطن التي تحتاج إلى التطوير في نفسك كنقاط ضعف وإنما هى نقاط يجب العمل عليها لجعلها أفضل وأقوى، تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف بسيطة قابلة للتنفيذ وإستشاروة الخبراء، والإبقاء مطلعة وعلي دراية بأحدث التطورات والتقنيات فى مجال عملى، حيث أن العمل الجاد يفوق الموهبة عندما لا يتم توظيف الموهبه بشكل جاد، فبهذه الطريقة أصبح على دراية كاملة بمواطن قوتك وما يجب العمل عليه، مما يسمح لي بالإستفادة من قدراتي بشكل استراتيجي مع أهدافي ومتطلباتى.
الشك في القدرات الشخصية يعد جزءًا طبيعيًا من التجربة الإنسانية…و القدرة العالية علي التكيف أمام التحديات تضمن النجاح.الحفاظ على التوازن المثالى بين الحياة الشخصية والعملية يحتاج لقدرات إنسان آلي وليس إنسانا له إهتمامات وأهداف مختلفة
تتميز القادة النساء بذكائها الاجتماعي والعاطفي وقدارتها العالية علي التواصل والإبتكار
كقائدة ناجحة، ما الذي ضحيتي به أو أجلتيه علي مدار الطريق؟
ورفضت جهينة موسي مُسمي تضحيات من أجل شئ فلا يمكن إعتبار تقديمك لأولوية في حياتك علي شئ أخر بأنه تضحية بالمعني السلبي المعروف، لانه إذا شعرنا بإحباط إزاء تقديم ضريبة النجاح لهدف معين لن يتم تحقيق أى تقدم وستكون شخص مثقلا بالأعباء والمشاعر السلبية نتيجة شعورك بأنك مجبر علي ترك شيء.
ولفتت الي إن تحقيق التوازن المثالي فى العمل يختلف من شخص لآخر، حيث أن الحفاظ على التوازن بشكل مثالى يحتاج لقدرات إنسان آلي وليس إنسانا له إهتمامات متعددة، فعلي سبيل المثال الفترة الزمنية التى تحدد يوم عمل مثالي تتفاوت من شخص لأخر فهي تتوقف علي الأهداف الشخصية لكل فرد وأهدافه ومايريد تحقيقه ومسئوليات الحياة الأخرى لديه، مضيفة : “بالنسبة لى قد يتطلب تحقيق هذا التوازن بشكل مثالي أن تصل ساعات العمل الي ١٤ ساعة و ٤ ساعات فقط للنوم، وهو الأمر الذى يختلف من شخص لآخر.
وعليه فكل ما تخليت عنه في سبيل هدف في حياتي الشخصية والعمليو لا أعتبره تضحية “كان علي في فترة معينة أن أبطئ مساري المهني لأهتم بتربية إبني بنفسي وليس بإستخدام مربية كبديل، كذلك حتي الأن أفوت الكثير من التجمعات الاجتماعية، وأُأجل الكثير من المناسبات الخاصة، وأستكفي بإجازات قصيرة بدلاً من الإجازات الطويلة، وأتحمل ليالٍ بلا نوم من أجل العمل والدراسة ولا أعتبر كل ذلك تضحيات أو خسارة ولكن أعتبرها مكاسب لتحقيق التوازن الناجح الخاص بي”
وكشفت جهينة موسي عن تفضيلها أسلوب القيادة فى العمل بشكل مبنى علي أسس وقيم، حيث إنها خلال مسيرتها المهنية عبر عدد من المؤسسات والشركات الكبرى في دول مختلفة ، نجحت فى تحقيق النزاهة المهنية، مشيرة الى أن التمسك بالقيم له أهمية قصوى بالنسبة لها، سواء على المستوى المهنى أو الشخصى، فلقد تعلمت أهمية عدم الفصل بين القيم الشخصية وثقافة مكان العمل وأهمية تكافئ بينهما وفى حال إذا كانت قيم مؤسسة العمل لا تتطابق مع القيم الشخصية فإنه من الضروري أن ينتقل الشخص الى مكان آخر، فالبقاء في مثل هذا الوضع يمثل خطرا علي مستوى نزاهة الشخص، كما قال المثل الشعبي “الثمرة الفاسدة إن وضعت فى سلة تفسد كل الثمار فيها”، وليس العكس.
واستطردت قائلة : “مبادئي الشخصية تظهر في جميع جوانب العمل، فإنه من الهام جداً لي أن أدرس تأثير كل مشروع علي الناحية الإجتماعية والإقتصادية وبالطبع الأرباح أيضاً، فتوافق كل هذه المعايير يشكل نجاح حقيقي للمشروع.
علاوة على ذلك، أنا أهتم بالاستماع إلي العقول بغض النظر عن العمر أو الجنس أو فارق الخبرة، سواء كان الفرد صغيرًا أو كبيرًا، ذكرًا أو أنثى، فإن أفكاره ومساهماته لها تقديرها، كما أن وجود وجهات نظر متنوعة يثرى عملية صنع القرار وتعزيز الابتكار والشمولية”.
وأجابت جهينة موسي علي سؤال ما إذا كان ريادة الأعمال لأنثي هوا كما تخيلته من قبل؟ “كوني أنثي في مركز قيادة الأمر لم يكن تماماً كما تخيلت، فنحن نكبر في المدرسة والجامعة ونختبر المنافسة وعدم العدل على نطاق صغير ونعتقد أن هذه هي الحياة وأقصي ما فيها من متاعب ثم نصطدم بالعالم الحقيقي، فإن ذلك مثل وجهين لعملة واحدة، فالمجتمع وعائلتك قد يخبرونك بأشياء من أجل حمايتك مثل إنه “لا يمكنك أن تتأخرى لأنك فتاة” أو “لا يمكنك الذهاب إلى هناك لأنك فتاة”، وعلي جانب آخر حينما تصدم ببيئة العمل وقد تواجه مواقف في العمل مثل استبعادك من رحلة لأنهم جميعًا رجال ولن تكون قادرا على إنجاز العمل مثلهم”، أو قد تواجه تشككهم في قدراتك على إكمال مهمة ما بسبب أنك امرأة، حتى الترقيات التي تستحقها قد تذهب إلى شخص أقل كفاءة لمجرد أنه رجل لديه عائلة يعولها”.
وروت كيف في بداية حياتها المهنية واجهت هذه التحديات بالغضب والإحباط، محاولة أن تشق طريقها وأن يكون صوتها مسموع، وبعد سنوات من الخبرة تعلمت أن أقوى طريقة للرد وتجنب حدوث هذه المواقف هي العمل الجاد فقط وهذا يتطلب في معظم الأحيان بذل ضعف أو أربع أضعاف المجهود المتوقع من رجل حتى يكون عملك المميز سمه لايمكن لأي أحد إنكارها ولاتجاهلها وفى النهاية يكون عدم إختيارهم لكي هو خسارة لهم وليس العكس.
وإجابة علي سؤال إذا كانت تواجهه أي عوائق كونها أنثي في منصب قيادي “بالطبع أواجه العديد من العوائق خاصة وأني عمل في مجال التطير الإستراتيجي للأعمال وهو من أصعب المجالات وجري العرف أنه خاص بالرجال، فكوني السيدة الوحيدة في الاجتماعات ليس بالأمر السهل، بل يتطلب الأمر عملاً إضافيًا حتى تكونى لاعبا رئيسيا فى المعادلة وصانع قرار ومسئول عن فرق عمل كثيرة ومشاريع ضخمة وعليك أن تكون صارم وحازم ومنتبه لكل التفاصيل فهذه مسئولية هائلة، يجب نفسياً ان تكون مستعد لتجربة العديد من المشاعر مثل الفخر والضغط النفسي، الفرحة والصراعات، التقدير والأزمات.
ولفتت إلي أن النساء يقدمن أنماط قيادية فريدة فعندهم علي سبيل المثال مهارات تواصل عالية والتعاون والمرونة الفكرية والذكاء الاجتماعي مما يؤهلهن للتواصل مع فرق العمل بشكل أعمق وبناء علاقات أقوي، وتعزيز بيئة عمل داعمة والتغلب على التحديات بمرونة. بالإضافة إلى ذلك النساء تقدمن إحساسًا بالشمولية والحدس والذكاء العاطفي وهي أساليب ضرورية لتعزيز الابتكار والإبداع والنجاح في عالم الأعمال الذى يتطور بخطى سريعة”.
وأضافت موسي “كسيدة تعمل في مجال الأعمال، أنا فخورة بتمثيلي لمثل هذه الأساليب القيادية الفريدة وأؤمن أنها تلعب دورًا حيويًا في تشكيل مستقبل القيادة، ونصيحتى لمن يريد أن يبدأ مسار مهنى ناجح بأن يبدأ بمهارة هو متأكد أنه يمتلكها، إستفيد مما تملكه من مهارات حتي وان كانت هذه المهارة ليست ناضجة بعد ولكنها ستتطور بالخبرة وتصبح من أهم نقاط قوتك. فعلى سبيل المثال عندما بدأت رحلتي المهنية كانت نقطة قوتي هي قدرتى علي سد الفجوات داخل الشركة سواء كان ذلك يتضمن صياغة نماذج أعمال أو كتابة إرشادات للقطاعات المختلفة لتسهيل العمل أو العمل كوسيط لتسهيل الأعمال والتواصل بين الإدارات المختلفة، بعد سنوات من الخبرة أصبحت هذه السمة من أهم صفاتي المميزة في العمل وهي تسهيل مرور وإنهاء العمليات المتشابكة يومياَ بسلاسة وخلق بيئة عمل متصلة”
وعن فعل أي شيء بشكل مختلف في حياتها علي المستوي المهني أو الشخصي لو كنت تعرف ماتعرفه الان.. قالت : من المتفق عليه أنه عندما تعرفين أكثر تفعلين أفضل ولكن حقيقة في حياتي علي المستوي المهني والشخصي قامت أخطائي بتعلمي أشياء كثيرة بشكل مثالي ولذلك أنا ممتنة لكل أخطائي.
وأوضحت قائلة “في حياتي المهنية والشخصية، ساعدت أخطائي في تعليمي الكثير مما أعرفه الآن، وأنا ممتنة لكل خطأ وقعت فيه ولعل أهم ما تعلمته من عام 2023 هو اكتساب فهم أفضل لأهمية القدرة على التكيف والمرونة، حيث يطرح مشهد الأعمال المتغير باستمرار العديد من التحديات، خاصة في ضوء الوضع الاقتصادي العالمي المتغير طوال الوقت، ولكنه يوفر أيضًا فرصًا قيمة للنمو والتنمية ومن المهم أن تتحلى بالمرونة وتنويع المحافظ الاستثمارية وتنفيذ خطط لتوفير التكاليف لضمان الاستقرار والاستدامة في مواجهة التقلبات الاقتصادية والاستعداد دائمًا لما هو غير متوقع، وأن تكون استباقيًا ومبتكرًا وصانعًا للحلول المبتكرة”.
التعليقات مغلقة.