جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

شراكة استراتيجية بين التعليم ودالتكس لإنشاء مدرستين فنيتين في الزراعة التكنولوجية بدعم كندي

في خطوة نوعية تعكس توجه الدولة نحو تطوير التعليم الفني وربطه بسوق العمل، شهدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني توقيع بروتوكول تعاون مع شركة دالتكس لإنشاء مدرستين جديدتين للتعليم الفني والتدريب المهني (TVET) في مجال الزراعة التكنولوجية، إحداهما بمحافظة البحيرة والأخرى بمحافظة الغربية، تحت اسم مدارس دالتكس للتعليم الفني والتدريب المهني.
ويأتي المشروع بالتعاون مع الحكومة الكندية وشركائها في التنمية، دعمًا لاستراتيجية الدولة في تمكين القطاع الزراعي وتعزيز المهارات الخضراء للشباب.

التعليم الفني.. استثمار في المستقبل

- Advertisement -

وأكد الدكتور عمر بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، أن نحو 70% من موارد مصر من النقد الأجنبي تأتي من القطاع الزراعي، مشيرًا إلى أن الدولة تولي هذا القطاع أولوية خاصة ضمن رؤية مصر 2030.
وأوضح أن دعم التعليم الفني الزراعي يعد استثمارًا في المستقبل، من خلال تأهيل جيل جديد من الفنيين والمهندسين القادرين على مواكبة التطورات في الزراعة الذكية والمستدامة.

دالتكس: نصنع الإنسان قبل الزراعة

من جانبه، أعرب هشام النجار، رئيس مجلس إدارة مجموعة دالتكس ونائب رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، عن فخره بالمشاركة في تطوير منظومة التعليم الفني الزراعي، قائلاً:

“في دالتكس نؤمن ليس فقط بصناعة الزراعة، بل بصناعة الإنسان ذاته، فهو المورد الأهم الذي يبقى أثره مهما تغيّرت الظروف.”

 

وأضاف أن هذه المبادرة تأتي ضمن رؤية الشركة لدعم التعليم الفني وربط التدريب بالممارسة العملية داخل المشروعات الزراعية، بما يضمن تخريج كوادر قادرة على قيادة التحول نحو الزراعة التكنولوجية.
ووجّه النجار الشكر لوزارة التربية والتعليم والحكومة الكندية على التعاون المثمر والدعم المتواصل لإنجاح المشروع.

تعزيز المهارات الخضراء والشراكة المؤسسية

وفي السياق ذاته، أكدت عزة قنديل، مديرة مشروع تنمية المهارات الخضراء للزراعة الذكية مناخيًا، أن التعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة دالتكس لإنشاء مدرستين زراعيتين يمثل خطوة متقدمة نحو بناء القدرات البشرية في مجال الزراعة الحديثة.
وقالت:

“يهدف المشروع إلى تعزيز المهارات التقنية والمناخية لدى الشباب من خلال شراكة مؤسسية مع جهات تعليمية كندية، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعليم الزراعي التطبيقي في مصر.”

 

وقدّمت قنديل الشكر للسفارة الكندية ووزارة التعاون الدولي والدكتور عمر بصيلة والأستاذ هشام النجار على جهودهم في دعم التنمية البشرية والاقتصادية المستدامة في القطاع الزراعي.

رؤية مصر 2030 وشراكة متعددة الأطراف

وأكد ممثل وزارة التعاون الدولي أن المشروع يجسد أولويات الدولة المصرية ضمن رؤية مصر 2030، ويعكس التعاون الوثيق بين الحكومتين المصرية والكندية، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تدعم تمكين القطاع الخاص والمرأة في أحد أهم القطاعات الحيوية في الاقتصاد المصري.

الجانب الكندي: نموذج للتكامل الحقيقي

وتلعب منظمة الكليات والمعاهد الكندية (Colleges and Institutes Canada – CICan) دورًا محوريًا في تنفيذ المشروع، من خلال نقل الخبرات الدولية في التعليم الفني والتدريب المهني، بما يضمن استدامة البرنامج وتوافقه مع متطلبات سوق العمل.
وأعربت الوفود الكندية المشاركة عن سعادتها بهذه الشراكة، مؤكدة أنها تمثل نموذجًا للتكامل بين التعليم والاستثمار الزراعي، وقالت:

> “هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها هذا المستوى من التناغم بين الحكومة والقطاع الخاص في التعليم الزراعي، وهو ما يضمن استدامة المشروع وملكيته المحلية.”

 

نموذج وطني للتكامل بين التعليم والإنتاج

ويُعد هذا التعاون نموذجًا رائدًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم التعليم الفني الزراعي وربطه بالاقتصاد الإنتاجي الحقيقي، مما يعزز توجه الدولة نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار الزراعي.

التعليقات مغلقة.