بعد محاولة طرده من شقته بالإيجار القديم.. من هو اللواء طارق عبد الناصر شقيق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟

شهدت الأيام الأخيرة حالة جدل حول اللواء طارق عبد الناصر، الشقيق الأصغر للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعدما تلقى إخطارًا بمحاولة إخلائه من شقته بالإيجار القديم في منطقة العجوزة بالقاهرة. الواقعة أثارت اهتمام الرأي العام، لا سيما أن طارق عبد الناصر معروف بحفاظه على مبادئ النزاهة والعدالة ورفضه استغلال النفوذ طوال حياته. واستغاث اللواء طارق بالجهات المعنية للحفاظ على حقه في البقاء بمسكنه، في مشهد يعكس التحديات التي يواجهها العديد من أصحاب الشقق القديمة في العاصمة.

طفولة عادية ونشأة في الإسكندرية

- Advertisement -

وُلد اللواء طارق عبد الناصر في أغسطس 1949 بمحرم بك بالإسكندرية، ونشأ في حي سموحة. رغم أنه شقيق الرئيس جمال عبد الناصر، عاشت طفولته بشكل طبيعي، ودرس في المدارس المحلية كأي طفل عادي، دون امتيازات، بل إن الناظر كان يعاقبه أحيانًا مثل أي طالب آخر.
العلاقة بالأخ الرئيس
لطالما اعتبر طارق شقيقه جمال أكثر من أخ؛ كان بمثابة الأب والمرشد. خلال صيف كل عام، كان يزور المعمورة ليجلس مع العائلة ويشارك في الغداء والنشاطات اليومية، في أجواء عائلية دافئة بعيدًا عن صخب السلطة. ومع التحاقه بالكلية الحربية، ظل الرئيس يتابع تفاصيل حياته بعناية، متأكدًا من أنه يعيش حياة عادلة ومنضبطة.

الانضباط في الكلية الحربية

التحق طارق بالكلية الحربية بالقاهرة، وخضع لتجربة صارمة في الانضباط، دون أي امتيازات بسبب كونه شقيق الرئيس. في بعض الحالات، تلقى عقوبات أشد من زملائه، وذلك حفاظًا على مبدأ المساواة، وهو المبدأ الذي حرص عليه جمال عبد الناصر طوال حياته.

مسيرة عسكرية بطولية

بعد التخرج عام 1969، انضم اللواء طارق إلى قوات الصاعقة، وشارك في عمليات عديدة خلال حرب أكتوبر 1973، من بينها تدمير مستودعات البترول جنوب سيناء وعمليات استطلاع في البحر الأحمر. كما ساهم في إعادة بناء الجيش المصري بعد هزيمة 1967، وكان جزءًا من القوات التي عززت الدفاع الجوي وأعدت الجيش لمواجهة أي تهديد.

حياة بسيطة ورفض امتيازات العائلة

على الرغم من قربه من السلطة، التزم اللواء طارق عبد الناصر بمبادئ أخيه، رافضًا أي امتيازات أو استغلال للنفوذ. عاش حياة بسيطة، وكان طعامه اليومي مماثلًا لأي مواطن مصري عادي. لم يستفد هو أو أي فرد من العائلة من مواقع أو أموال عامة، مؤكدًا أن النزاهة والمساواة كانت من أولويات الرئيس الراحل.

أزمة الإخلاء وتحديات جديدة

اليوم، تواجه حياة اللواء طارق تحديًا جديدًا يتمثل في محاولة إخلائه من شقته بالإيجار القديم في العجوزة. الواقعة أثارت الجدل، خاصة أنها تعكس مشاكل شائعة يواجهها أصحاب العقارات القديمة في القاهرة. ورغم مرور أكثر من خمسين عامًا على وفاة شقيقه الرئيس، يظل طارق عبد الناصر صامدًا، محافظًا على إرث القيم التي تعلمها منذ صغره، ومتمسكًا بالعدالة والمساواة.