رانيا المشاط في قمة المرأة المصرية: دعم الابتكار والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال لتعزيز الاقتصاد المستدام

ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية في فعالية «قمة المرأة المصرية» في نسختها الرابعة، التي نظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا، برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وجامعة النيل، تحت شعار «العلم والتكنولوجيا والابتكار والاقتصاد المعرفي».

وأشارت الوزيرة إلى أن تشجيع ريادة الأعمال والاستثمار في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) والذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية، بل ضرورة لأي اقتصاد يسعى إلى التنافسية والابتكار والقدرة على مواكبة التحولات التكنولوجية. وأكدت أن مصر تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها، من خلال تشجيع المشروعات البحثية وتحويلها إلى قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

- Advertisement -

وذكرت المشاط أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يخلق فرص عمل جديدة في تكنولوجيا المعلومات، التجارة الإلكترونية، التسويق، والخدمات الرقمية، لكنه يتطلب مهارات متقدمة في البرمجة والتحليل والتفكير الإبداعي. وأشارت إلى تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول سوق العمل، والذي يبرز احتمال فقدان 75 مليون وظيفة عالميًا بحلول 2025، مقابل خلق 133 مليون وظيفة جديدة بمهارات مختلفة، ما يستدعي تنفيذ إصلاحات هيكلية لتوافق التعليم والتدريب مع احتياجات سوق العمل.

وأكدت الوزيرة أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تستثمر بشكل كبير في رأس المال البشري وبناء العقول، وتعزيز البحث العلمي والابتكار، وهو ما انعكس في زيادة الشراكات مع القطاع الخاص والتوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية، حيث من المخطط إنشاء 89 مدرسة جديدة وتحويل 1270 مدرسة فنية إلى مدارس تكنولوجيا تطبيقية بالشراكة مع المجتمع الصناعي والدولي.

كما استعرضت جهود الحكومة في تطوير جودة التعليم المصري والاستفادة من المدارس اليابانية التي تضم 69 مدرسة، بهدف بناء جيل من الكوادر القادرة على المنافسة العالمية.

وشددت المشاط على أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تدعم تحفيز الابتكار وريادة الأعمال والتحول إلى اقتصاد المعرفة من خلال صياغة نموذج نمو اقتصادي يركز على القطاعات الأعلى إنتاجية مثل: تكنولوجيا المعلومات، الصناعات التحويلية، السياحة، الزراعة، والطاقة. وأشارت إلى تخصيص نحو 30.5 مليار جنيه للاستثمارات العامة في قطاع التعليم خلال خطة 25/2026، بما يدعم تجربة مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا والرياضيات (STEM) المنتشرة في 11 محافظة.

كما لفتت المشاط إلى إطلاق منصة «آفاق المهن والتوظيف» بالتعاون مع وزارة العمل والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والتي تضم بيانات حول أكثر من 400 مهنة، بهدف توفير بيانات تحليلية دقيقة لدعم التعليم وربط المهارات بسوق العمل، بالإضافة إلى مجالس المهارات القطاعية التي تسهم في مواءمة التعليم مع احتياجات الصناعات المختلفة.

وأكدت الوزيرة أن رائدات الأعمال المصريات يحققن نجاحات ملهمة، وأن تمكين المرأة الاقتصادية هو شرط أساسي لازدهار المجتمع، مشيرة إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، وإطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تتيح فرصًا أكبر للنساء في سوق العمل.

كما أشارت المشاط إلى مبادرة «تحالف وتنمية» التي أطلقها الرئيس السيسي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين الجامعات ومجتمع الصناعة والأعمال، مع الاستفادة من المميزات النسبية للأقاليم الجغرافية في مصر وربطها بالابتكار وريادة الأعمال.

وفيما يتعلق بتهيئة بيئة داعمة لريادة الأعمال، شددت الوزيرة على إطلاق المجموعة الوزارية لريادة الأعمال لتنسيق السياسات الوطنية، وإعداد ميثاق الشركات الناشئة الذي يشمل أكثر من 80 إجراءً وإصلاحًا هيكلياً لتعزيز الاستثمارات في القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة.

واختتمت الوزيرة كلمتها بالتأكيد على أن تمكين المرأة في العلوم والتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال ليس قضية مساواة فقط، بل شرط أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وبناء مستقبل متطور للأمة، مؤكدة استمرار الدولة في دعم كل امرأة مصرية للإبداع والقيادة وفتح آفاق جديدة لمجتمعها ووطنها.

كما تفقدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية جناح الوزارة وجناح وزارة العمل خلال المنتدى، إلى جانب ملتقى التوظيف المصاحب للفعالية، لتعريف الشباب والباحثين بجهود الدولة في تهيئة بيئة العمل وتحفيز التنمية الاقتصادية.