جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

محمد طلعت: ”العمارة السلوكية” تعد أحد أكثر الاتجاهات المعمارية تأثيرًا وخطورة الان

 

صرّح المعماري الاستشاري د. م. محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة محمد طلعت معماريون، أن ما يُعرف بـ”العمارة السلوكية” يمثل أحد أكثر الاتجاهات المعمارية تأثيرًا وخطورة في آنٍ واحد، لأنها تتعامل مع الإنسان ليس فقط كمستخدم للفراغ، بل ككائن متغير السلوك تُعيد العمارة تشكيله بوعي أو بدون وعي.

- Advertisement -

وأوضح طلعت أن العمارة لم تعد مجرّد هندسة للمكان، بل أصبحت هندسة للسلوك، مؤكدًا أن تصميم المداخل، توزيع الضوء، تدرج الحركة، وحتى المواد المستخدمة، تلعب دورًا مباشرًا في تشكيل مزاج الإنسان، نمط حياته، درجة تفاعله، وحتى مستوى إنتاجيته.

وأشار طلعت إلى أن المدن الذكية والعصرية حول العالم بدأت تعتمد على نظريات العمارة السلوكية في التخطيط، بهدف خلق بيئات حضرية تُحفز على السلوك المدني الإيجابي، وتحد من العنف البصري والاجتماعي، بل وتُسهّل عمليات التنظيم والرقابة المجتمعية الذاتية دون تدخل مباشر من السلطة.

وذكر طلعت أن هناك فراغات معمارية تُحفّز على التواصل، وأخرى تزرع العزلة. هناك مبانٍ تُشجع على الانضباط، وأخرى تُفرز الفوضى، مشددًا على أن هذه ليست مصادفات تصميمية، بل نتائج مباشرة لفلسفة معمارية تستند إلى علم النفس السلوكي.

وأضاف طلعت أن المشروعات العقارية في مصر والعالم العربي بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في منظومة التصميم، لتتحول من مجرد نماذج تكرارية إلى بيئات محفّزة ومؤثرة في السلوك الجمعي، بدءًا من العمارات السكنية، وصولًا إلى المدارس، المولات، والمباني الحكومية.

واختتم طلعت تصريحه قائلًا: “الفراغ المعماري ليس محايدًا… فهو إما أن يُربي سلوكًا، أو يُفرز خللًا. وإذا أردنا بناء مجتمع منتظم ومزدهر، لا بد أن نبدأ من المعمار، لأنه أول من يستقبل الإنسان كل صباح، وآخر من يودّعه كل ليلة

التعليقات مغلقة.