زلزال في سوق الذهب المصري اليوم الثلاثاء 16-12-2025.. عيار 21 ينهار والجنيه الذهب ينزف بقوة

سجلت أسعار الذهب في السوق المصرية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025، متأثرة بانخفاض الأسعار العالمية وحالة الترقب التي تسيطر على الأسواق انتظارًا لصدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة قد تعيد تشكيل توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة وحتى عام 2026، بحسب تقرير منصة «آي صاغة».

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت بنحو 15 جنيهًا للجرام، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5740 جنيهًا، بالتزامن مع انخفاض سعر الأوقية في البورصة العالمية بنحو 10 دولارات إلى 4295 دولارًا.

أسعار الذهب في السوق المحلية

وأضاف إمبابي أن جرام الذهب عيار 24 سجل نحو 6560 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 مستوى 4920 جنيهًا، في حين سجل الجنيه الذهب نحو 45,920 جنيهًا.

ضغوط عالمية وترقب بيانات سوق العمل الأمريكي

وأوضح أن أسعار الذهب العالمية تراجعت دون مستوى 4300 دولار للأوقية، مع انتظار المستثمرين لبيانات سوق العمل الأمريكية المرتقبة، مشيرًا إلى أن صدور بيانات أقل من التوقعات قد يدعم الأسعار، بينما قد تؤدي البيانات الأقوى إلى تقلبات حادة نتيجة تغير الرهانات على مسار السياسة النقدية للفيدرالي.

تصريحات الفيدرالي تدعم التوقعات بخفض الفائدة

وأشار إمبابي إلى أن الأسواق تتبنى حاليًا سياسة الترقب والانتظار، خاصة بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في الاجتماع الأخير، والتي أشار خلالها إلى أن مخاطر تباطؤ سوق العمل باتت تفوق مخاطر التضخم لدى غالبية أعضاء لجنة السوق المفتوحة.

وأضاف أن هذه التصريحات عززت توقعات خفض أسعار الفائدة مجددًا، وهو ما وفر دعمًا نسبيًا لأسعار الذهب، لافتًا إلى أن بيانات سوق العمل لشهر نوفمبر، المنتظر صدورها اليوم، قد تدفع الأسعار للعودة فوق 4300 دولار للأوقية في حال جاءت دون التوقعات.

مخاطر التقلبات حال صدور بيانات قوية

وفي المقابل، حذر من أن صدور بيانات أقوى من المتوقع قد يعيد تركيز الفيدرالي على مكافحة التضخم، ما يثير الشكوك حول وتيرة خفض الفائدة خلال الفترة المقبلة، ويزيد من حدة التقلبات في الأسواق العالمية.

أنظار المستثمرين على بيانات الوظائف المؤجلة

وتتركز أنظار المستثمرين على تقارير الوظائف غير الزراعية المؤجلة لشهري أكتوبر ونوفمبر، والتي تأخر صدورها بسبب الإغلاق الحكومي الأخير، في وقت لا يزال فيه مسار السياسة النقدية للفيدرالي العامل الأكثر تأثيرًا على معنويات السوق منذ خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي.

وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة بإجمالي 75 نقطة أساس منذ بداية العام، مدفوعًا بإشارات تباطؤ سوق العمل، رغم بقاء معدلات التضخم أعلى من المستهدف البالغ 2%.

بيانات اقتصادية مرتقبة وتأثيرها على الذهب

ومن المتوقع أن تلعب البيانات الاقتصادية المقبلة دورًا محوريًا في توجيه توقعات أسعار الفائدة، حيث قد تعزز القراءات الضعيفة احتمالات تسريع وتيرة التيسير النقدي.

وإلى جانب بيانات الوظائف غير الزراعية، يترقب المتعاملون بيانات التغير في التوظيف الصادرة عن ADP، ومبيعات التجزئة، والقراءات الأولية لمؤشر مديري المشتريات العالمي (PMI) الصادر عن S&P.

توقعات سوق العمل الأمريكي

وتشير تقديرات الاقتصاديين إلى إضافة نحو 50 ألف وظيفة خلال نوفمبر، مع استقرار معدل البطالة عند 4.4%، مع مراجعة جزئية لبيانات أكتوبر، مقارنة بزيادة بلغت 119 ألف وظيفة في سبتمبر.

وكان جيروم باول قد أشار إلى أن بيانات الوظائف غير الزراعية منذ أبريل ربما تكون مبالغًا فيها بنحو 60 ألف وظيفة، مؤكدًا أن الفيدرالي يمتلك مساحة كافية للانتظار ومراقبة تطورات الاقتصاد، رغم استمرار الانقسام بشأن الحاجة إلى مزيد من التيسير النقدي خلال عام 2026.

رهانات الأسواق وتوقعات الفائدة

وتُظهر توقعات الأسواق، وفقًا لأداة CME FedWatch، اتجاهًا لتثبيت أسعار الفائدة في يناير، مع احتمال يقارب 40% لخفضها في مارس المقبل.

وفي السياق ذاته، قال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إن السياسة النقدية في وضع مناسب مع دخول الولايات المتحدة عام 2026، متوقعًا تراجع التضخم مقابل ارتفاع مخاطر سوق العمل.

في المقابل، شدد محافظ الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران على موقفه الداعم للتيسير النقدي، معتبرًا أن ضغوط التضخم الأساسية أقل من المؤشرات العامة، محذرًا من أن الإبقاء على سياسة تقييدية مفرطة قد يؤدي إلى خسائر غير ضرورية في الوظائف.

تطورات جيوسياسية تحد من مكاسب الذهب

وعلى الصعيد الجيوسياسي، ساهمت الأنباء حول إحراز تقدم في محادثات السلام الروسية الأوكرانية بقيادة الولايات المتحدة في تهدئة التوترات، ما قلّص من تدفقات الملاذ الآمن إلى الذهب.

وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى تحقيق “تقدم حقيقي” في محادثات برلين، فيما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام قريب، مؤكدًا استعداد واشنطن لتقديم ضمانات أمنية ضمن إطار تفاوضي محتمل.