جريدة اخبارية شاملة
رئيسي فاليو

أحمد أبو علي يكتب .. العولمة وتأثيرها علي صناعة العقارات

لها ما لها وعليها ما عليها

تاريخيا كان ينظر إلى الاستثمار العقاري على أنه ظاهرة محلية ، وهذا يتاتي استنادا على ان المنتج العقاري اي كان نوعه على إنه من بين المنتجات الأقل “قابلية للتداول” ، من حيث كونها جسدية غير قابل للنقل ، على الرغم من أنه يمكن شراؤه وبيعه محليًا ودوليًا، ولعل ذلك الجمع بين المعرفة المحلية وقابلية التجارة المحلية كان في الغالب هو السبب الرئيسي وراء اغفال العولمة في فتره التسعينيات وما قبلها صناعة العقارات ، ومع بدايه العقد الماضي.

تضمنت العولمة بشكل متزايد تدويل الخدمات بقدر التصنيع ، والقطاعات الفرعية المختلفة لصناعة العقارات ، حيث ان العديد من شركات الخدمات العقاريه، وخاصه شركات التمويل العقاري قامت بتوسيع نطاق عملياتهم الاستثماريه داخل نطاق الاستثمار العقاري إلى خارج الأسواق المحلية، والتوجه نحو بناء قاعدة عالمية لهم، كما أدى الانفتاح المتزايد للاقتصادات المغلقة سابقًا في العالم النامي إلى زيادة فرص الشركات العقارية في جميع أنحاء العالم بشكل كبير نحو تحقيق قدر عالى من الانفتاح للاسواق الخارجيه والتواجد بها وفتح افاق استثماريه جديده لها بها.

- Advertisement -

وعلى صعيد الاستثمار المالي ، قام العديد من المستثمرين الأمريكيين على سبيل المثال فى فتره التسعينيات والفتره التى تلتها مع بدايات الظهور القوي لفكر ومنهجيه العولمه بإضافة أصول مادية من العقارات الأجنبية أو الأوراق المالية الأجنبية المتعلقة بالعقارات إلى محافظهم الادخاريه، وهو مالم يكن يتحقق مالم يكن لهم اندماج مع الأسواق المالية العالمية فى اطار التأكيد لفكر العولمه، وعلى سبيل المثال أعطت مراكز البحث والتطوير من قبل الشركات العقاريه الأمريكية متعددة الجنسيات في الدول النامية اهتمام كبير لشراء العقارات التجارية في تلك الدول لتتخذها مقرات لها بتلك الدول، وكذلك شركات الوساطة العقارية السكنية أقامت تحالفات مع الشركات في جميع أنحاء العالم لتقديم خدمات النقل والوصول إلى الأسواق السكنية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى ذلك ، فإن الطبقات المتوسطة الناشئة في آسيا وأماكن أخرى ، مع طلبها المكبوت ، قد أعطت دفعة لنشاط شراء العقارات السكنية فى دول اخري سواء بغرض الاستثمار او السكن ، مما وفر مجموعة جديدة من الفرص لشركات التطوير العقاري في تلك الدول ان تنشط وتزدهر مبيعاتها عالميا،

ولعل ذلك مايعد احد الاوجه الحسنه للعولمه، ومن ناحيه اخري كان للعولمة ، بشكل عام على وجه الخصوص ، آثار مباشرة وغير مباشرة على سلسلة التوريد لبناء العقارات ، والتي أصبحت ممكنة بسبب انخفاض تكاليف العمالة في البلدان النامية والتقدم في النقل والشحن ، مما أدى إلى توفير مصادر عالمية لمدخلات الصناعه العقاريه عالميا، وفي سياق اخر اصبحت الصين منتجًا ومستهلكًا رئيسيًا للعديد من مواد البناء ، مما طرح العديد من الأسئلة حول ما إذا كان نمو الصين سيؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية أو زيادة الطلب في السنوات المقبلة ، حيث يمكن أن يؤثر أي منهما بشكل كبير على عملية البناء وأسعار العقارات في الولايات المتحدة، حيث تمتد صناعة العقارات بالولايات المتحده الامريكيه عبر عدة فئات صناعية بما في ذلك القطاعات الفردية ضمن مجموعات الخدمات والتمويل والبناء الأوسع نطاقاً
، وكذلك انشطه التأجير والوساطة والإدارة والتقييم، وهو ماكان سببا فى توفير مايقرب من حوالى 1.5 مليون شخص تم توظيفهم في الخدمات المهنية المتعلقة بالعقارات مثل الهندسة المعمارية والهندسة والتصميم ، وبالتالي فإن العمالة الإجمالية في الكتلة العقارية بالولايات المتحده اصبحت تقترب من 5 ملايين شخص، وهو ما يمثل حوالي 3.5 ٪ من القوى العاملة هناك.