جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

د. شادي الزيات يكتب :شفرة الإنقاذ

يعد علم الهندسة القيمية أحد أهم المجالات والعلوم التي تزايد الاهتمام بها مؤخرا وخاصه في ظل العديد من التحديات التي يشهدها مجتمع المال والأعمال حاليا وعلي رأسها ارتفاع مستويات التضخم ، والذي ترتب عليه بالتبعيه ارتفاع اسعار مواد البناء والتي تمثل حجر الزاويه أمام صناعه العقار ، حيث يعتبر مجال الهندسة القيميه من أحدث العلوم وأهمها، و التي تهتم بتحقيق التوافق ما بين التكلفة والأداء، وهو ما ساهم في تحقيقه مجال الهندسة القيميه من خلال تذليل الصعوبات التي كانت تواجه القطاع العقاري وخاصه فيما يتعلق بتقديم منتج عقاري تنافسي في ظل ارتفاع مستويات التضخم ، هذا بالاضافه إلي دور مجال الهندسة القيميه في تعزيز وتمييز العمل المعماري من خلال تقديم أفكار إبداعية تحدث قيمه مضافه علي العمل المعماري الذي يتم تقديمه وكذلك تخفيض تكلفة تشييده وتشغيله.

وفي إطار الدور المحوري الهام الذي تلعبه صناعة التشييد والبناء على المستوى العالمي واستحواذها على نسبة عالية من الدخل القومي للعديد من الدول مقارنة بغيرها من الصناعات، ظهرت أهمية تطبيق الهندسة القيمية على صناعة العقار من خلال تحقيق أفضل أداء معماري لتنفيذ مشروعات التشييد والبناء والحصول على المنتجات الأعلى جودة والأقل في التكلفة، ولعل ذلك ماكان تمهيدا قويا نحو ظهور مفهوم العمارة المستدامة، ودورها في الحفاظ على الموارد وتقليل الآثار السلبية على البيئة المحيطة جراء ارتفاع استهلاك الطاقة أو استخدام مواد ملوثة وغير صديقة للبيئة، حيث أن الاتجاه نحو تطبيق نظم الهندسة القيمية داخل الصناعه العقارية سينعكس بلاشك على تخفيض تكاليف المشروعات العقارية وتخفيض سعر المتر للمشروعات وبالتالي لا تحتاج شركات العقارات لطرح مشروعاتها على مراحل نظرا لانخفاض قيمة التكاليف، وهو ما سيسهم في تحقيق اضافه تنافسيه في مجال الاستثمار العقاري، حيث إن تطبيق نظم الهندسة القيمية داخل اي مشروع عقاري سيحقق نسب خفض كبيره في مستوي التكاليف الخاصة بأي مشروع أو منتج أو خدمة بنسب تصل إلى 30% جنبا الي جنب في الحفاظ علي مستوي الجودة الخاصة بالمنتج العقاري المقدم، وهو مايتم تنفيذه في قطاعات التشييد والبناء في دول عديده منها أمريكا منذ أربعينيات القرن الماضي، وكذلك المملكه العربيه السعوديه منذ عام 2001، بما مكن المملكه العربيه السعوديه علي تحقيق وفورات وصلت إلي حوالي 61 مليار دولار عن المشروعات التي تم تنفيذها بعد استخدام تطبيق نظرية الهندسة القيمية، ولعل ذلك هو ماتم تدراكه في في مصر الان خاصة مع دخولها في مشروعات عمرانيه عملاقة مثل العاصمة الادارية الجديدة والعلمين والجلاله.