استراتيجية طارق فايد ترسم مستقبل المصرف المتحد : خدمات رقمية و تنمية مستدامة

في خطوة تعكس ملامح مرحلة جديدة في مسيرة المصرف المتحد، أعلن الدكتور طارق فايد – الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب الجديد – تفاصيل استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز موقع المصرف في السوق المصرفية المصرية والإقليمية. وجاء ذلك في أول تصريح رسمي له بعد توليه مهام منصبه، حيث أكد أن الاستراتيجية الجديدة تمثل خطة إقلاع تنافسية ترتكز على الابتكار والتحول الرقمي والاستدامة، بما يواكب توجهات البنك المركزي المصري ورؤية مصر 2030.

وأوضح فايد أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على أربعة محاور أساسية، تمثل الركائز التي ستحدد ملامح التطوير والتوسع خلال المرحلة المقبلة، سواء على مستوى الأفراد أو الشركات، أو على صعيد التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية.

المحور الأول: منظومة مصرفية ورقمية متكاملة

أشار فايد إلى أن المصرف المتحد سيعمل على بناء منظومة مالية متطورة عبر تقديم حزمة واسعة من الحلول المصرفية، سواء التمويلية أو الرقمية، تركز على دعم مختلف القطاعات الاقتصادية. وسيكون الاهتمام الأكبر بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، لما له من أهمية استراتيجية في خلق فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي.

وأكد أن المصرف سيقدم منتجات تمويلية مبتكرة لتلبية احتياجات الشركات في جميع القطاعات، بما يشمل دعم التوسعات الرأسمالية واحتياجات رأس المال العامل، إضافة إلى المشاركة الفعّالة في القروض المشتركة والتمويل الهيكلي بالتعاون مع البنوك الأخرى.

كما أشار إلى أن خطة المصرف تشمل التوسع في تقديم خدمات إدارة النقد والسيولة، وتمويل عمليات التجارة الخارجية، وتوفير حلول تمويلية لسلاسل الإمداد ورأس المال العامل. فضلًا عن توفير أدوات مصرفية متقدمة لتمكين العملاء من التحوط ضد تقلبات أسعار الصرف وأسعار الفائدة، بما يضمن استقرار عملياتهم المالية.

 

المحور الثاني: التوسع في خدمات ومنتجات الأفراد

أكد فايد أن استراتيجية المصرف المتحد تركز على تعزيز تواجده في قطاع خدمات الأفراد، عبر حزم مصرفية شاملة تتضمن حلولًا تقليدية ورقمية، إلى جانب منتجات متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، لتلبية مختلف شرائح العملاء.

وأوضح أن المصرف يمتلك شبكة من 68 فرعًا موزعة على أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى 225 ماكينة صراف آلي، وهو ما يدعم قدرته على التوسع في الوصول إلى العملاء. كما سيتم التركيز على تطوير الخدمات الرقمية، مثل الإنترنت البنكي والموبايل البنكي ومحفظة الهاتف المحمول، لتقديم الخدمة للعملاء على مدار الساعة، بسرعة وكفاءة أعلى، وبتكلفة وجهد أقل.

وأشار فايد إلى أن المصرف سيتوسع في تقديم أوعية ادخارية متنوعة، وبرامج تمويلية مخصصة لاحتياجات العملاء المختلفة. كما سيواصل تقديم البطاقات المصرفية بأنواعها (ائتمان – خصم مباشر – مدفوعة مقدمًا)، ومن أبرزها:

بطاقة “رخاء”: أول بطاقة ائتمان متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.

بطاقة “لكِ”: المخصصة للسيدات وتقدم مزايا مصرفية وخدمات خاصة بهذه الشريحة.

بطاقة “أجيال”: الموجهة للشباب لتلبية متطلباتهم المصرفية العصرية.

 

المحور الثالث: الاقتصاد الأخضر والاستدامة

وشدد فايد على أن المصرف المتحد سيعزز دوره في دعم آليات الاقتصاد الأخضر وتطبيقات الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، بما يحافظ على حقوق الأجيال القادمة ويواكب التوجهات العالمية في هذا المجال.

وأوضح أن المصرف سيعمل على تكثيف الممارسات الصديقة للبيئة ونشر ثقافة الاقتصاد الأخضر عبر وسائل الإعلام والمنصات المختلفة، لتبسيط المفاهيم وتمكين الأفراد والمؤسسات من استيعاب السياسات المالية الحديثة.

كما أشار إلى أن المصرف سيشارك بفاعلية في المبادرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والصحية والتنموية، بما يسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية الضارة، وبناء مواطن واعٍ قادر على دعم أهداف التنمية الشاملة. وسيتم وضع استراتيجيات واضحة للتوسع في التمويل المستدام، بالتعاون مع المؤسسات والجهات المحلية والدولية، وبخاصة مؤسسات التمويل العالمية.

—

المحور الرابع: المشاركة المجتمعية

أكد فايد أن المشاركة المجتمعية تمثل ركنًا أصيلًا في استراتيجية المصرف المتحد، حيث يعتزم المصرف تكثيف مساهماته في المبادرات القومية لدعم الفئات الأولى بالرعاية والمهمشة.

وأوضح أن المصرف سيواصل المشاركة في مبادرات كبرى مثل حملة “100 مليون صحة”، وبرامج القضاء على قوائم الانتظار، والقوافل الطبية وخاصة في مجال العيون. إضافة إلى ذلك، سيتبنى المصرف مبادرات تنموية في صعيد مصر، وتحديدًا بمحافظة الأقصر – قرية نجع الجسور، وكذلك في منطقة سانت كاترين بسيناء.

كما سيواصل المصرف دعم المتميزين من حفظة القرآن الكريم ورعاية الكفاءات الشابة، تعزيزًا لدوره في بناء مجتمع متوازن قائم على المعرفة والقيم.

رؤية الإقلاع الجديد

واختتم فايد تصريحاته بالتأكيد على أن الاستراتيجية الجديدة تمثل مرحلة إقلاع جديد للمصرف المتحد، تسعى إلى الجمع بين التوسع في الخدمات المصرفية والابتكار الرقمي، مع تعزيز المسؤولية المجتمعية ودعم خطط التنمية المستدامة.

وقال إن المصرف المتحد سيكون شريكًا فاعلًا في دعم الاقتصاد الوطني، عبر تقديم خدمات مصرفية حديثة تلبي تطلعات العملاء وتواكب المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، في إطار التزام واضح بالشفافية، والحوكمة، والاستدامة.