صراع الحياة الأبدي، المتناقضات البديهية في النفس البشرية، الحياة بمكوناتها الكاملة «الغواية رفيقة الشيطان، والباطل رفيق السلطة، والتشدد في مواجهة اللين».
لسنوات غابت عن الدراما التلفزيونية، الأعمال الجيدة المكتوبة بتمعن وهدوء وإتقان حد المتعة، قصة عبدالرحيم كمال يمكن وصفها بأنها عمل درامي يأخذك إلى منطقة «المتعة المحظورة».
- Advertisement -
نجح «عبدالرحيم كمال» في أن يعيدك لأيام ما قبل الألفية الجديدة إلى الروائع الدرامية التي جمعت الأسرة المصرية على «الطبلية» في تمام السادسة مساء «الوتد، الضوء الشارد، ذئاب الجبل، الوسية، المال والبنون» وغيرها من الأعمال التي خلدت ذكريات في نفوس جيل الثمانينيات.
جزيرة غمام حيث الحبكة واللغة السلسلة التي يفهمها الجميع، الكلمات والجمل البسيطة التي تمس القلب وتحرك العقل، بجانب صورة تنعش ذاكرتك البصرية، ولهجة متقنة تعيدك للجذور.
أما الأداء التمثيلي يتخطى العظمة والإمتاع، لأول مرة سترى مي عزالدين «ممثلة» قديرة، ستكتشف رياض الخولي بجبروته الفني وخبراته المتراكمة يلعب دوره باقتدار وتمكُن يعيدك إلى زمن «رفيع بيه» في الضوء الشارد، و«علوان أبو البكري» في ذئاب الجبل، لتضع صورة «الحاج عجمي» بجانب الأساطير في ذاكرتك الفنية.
في جزيرة غمام – حتى الأن – لن تجد مساحة للابتذال، الجميع يخوض معركة وماراثون تمثيلي، يظهر أحمد أمين في دور ممثل حقيقي متعدد المواهب، طارق لطفي حدث ولا حرج فهو خير دليل على مقولة أن تأتي متاخرًا خير من ألا تأتي أبدًا، الغول فتحي عبدالوهاب لا حديث يوفيه حق موهبته، محمود البزاوي الذي يستمر في تقديم المتعة للجمهور دون تشنج «كوميدي ماشي.. دراما ماشي»، ما تراه على الشاشة الصغيرة يؤكد أن الجميع قدم العمل بحب وشغف البدايات التي غابت عن ممثلين ما زالوا في بداياتهم ولكنهم فقدوا الشغف.
الجميل ظهور وجوه جديدة – نسبيا – فُردت لهم مساحة بعيدا عن شلة «بالم هيلز، والكمبوندات الفارهة»، أداء بسيط دون مبالغة، إن كان أحدهم يضحك فهو قادرعلى أن يتسع فمك إلى أذنيك، وإن كان أحدهم يبكي فهو قادر على أن تغرق عينيك في الدموع، الجميع دون استثناء قادر على إقناعك للحد الذي يجعلك تتعاطف مع «حمدي» ابن كبير السماكين قاتل سندس، وأن ترى ميار الغيطي موهبة شابة قادرة على العطاء بمزيد من الجهد.. يمكن القول أن جزيرة غمام عمل حقيقي غارق في المتعة دوت تكلف.