المهندس أحمد العتال: 2026 عام التحول الكبير للعتال هولدنج.. القيد في البورصة والتوسع بالسعودية وعُمان على رأس أولوياتنا

كشف المهندس أحمد العتال رئيس مجلس إدارة شركة العتال هولدنج، إحدى الشركات الرائدة في قطاعات المقاولات والتطوير العقاري والصناعة، عن مستهدفات المجموعة خلال عام 2026، وفي مقدمتها القيد في البورصة المصرية، إلى جانب المضي قدمًا في تأسيس صناديق استثمار عقاري، حيث اقتربت المجموعة بالفعل من إطلاق أول صندوق لها.

وأوضح أن المجموعة تستهدف كذلك التوسع في السوقين السعودية والعمانية خلال عام 2026، بما يعزز من حضورها الإقليمي والعالمي، الذي يشمل حاليًا السوق الماليزية.

رحلة الجيل الثالث في قيادة مجموعة العتال

وفي حوار مهني وإنساني مع نشرة إنتربرايز، أوضح رئيس مجلس الإدارة أنه يمثل الجيل الثالث من عائلته في إدارة المجموعة، مشيرًا إلى أنه انضم إلى الشركة في سن الخامسة عشرة، وتولى رئاسة مجلس إدارتها في عمر الحادية والعشرين.

وأضاف: «أنا متزوج وأب لثلاثة أبناء، أكبرهم يبلغ من العمر 14 عامًا».

من المكاتب إلى أسطح المباني.. إشراف ميداني مباشر

وأكد أن طبيعة عمله لا تقتصر على الإدارة من المكاتب، قائلًا:
«على النقيض من الطبيعة التي يتعامل بها آخرون في هذا القطاع، لا يمنعني ارتداء البدلة الرسمية وربطة العنق من تسلق أسطح المباني للتدقيق في كافة التفاصيل»، مشيرًا إلى حرصه على الإشراف المباشر على التنفيذ وترجمة الأفكار إلى واقع ملموس.

وأوضح أنه بعد فترة الظهيرة ينتقل إلى مقار الشركة لمراجعة النتائج، ومتابعة العمليات، والاجتماع مع الرؤساء التنفيذيين والشركاء الخارجيين، حيث يركز على وضع الاستراتيجيات، بينما يتولى فريق من الكوادر الشابة مهام التنفيذ.

 

ثمانية عقود من الخبرة.. من شركة عائلية إلى كيان متعدد الأنشطة

وأشار إلى أن مجموعة العتال تأسست عام 1948 كشركة مقاولات عائلية، لكنها توسعت على مدار أكثر من 80 عامًا لتضم عدة شركات متخصصة في المقاولات، والتطوير العقاري، والتصميم، وتنفيذ مشروعات البنية التحتية.

وأضاف أن المجموعة مرت بمراحل من الصعود السريع أعقبتها فترات تراجع حادة، وهو ما شكل تحديات أمام الأجيال الثلاثة التي تولت إدارتها.

 

التحول المؤسسي والحوكمة دافع القيد في البورصة

وأكد أن هذه التحديات كانت الدافع الرئيسي للتركيز على تحويل الشركة إلى كيان مؤسسي يعتمد على الحوكمة، مشيرًا إلى أن خطة القيد في البورصة لا تستهدف التمويل فقط، بل تهدف أيضًا إلى:

تعزيز الحوكمة والشفافية

ضمان تعاقب سلس للأجيال

تحقيق استدامة طويلة الأجل قد تمتد إلى 100 و200 عام

 

لا فقاعة عقارية في مصر.. والتمويل هو التحدي الحقيقي

وشدد أحمد العتال  رئيس مجلس إدارة العتال هولدنج على أنه لا يؤمن بوجود فقاعة عقارية في مصر، موضحًا أن الطلب السنوي يقدر بنحو مليون وحدة سكنية، في حين لا يغطي المعروض سوى 50 إلى 60% من هذا الطلب.

وأشار إلى أن التحدي الحقيقي يتمثل في ضعف التمويل العقاري، مؤكدًا أن القطاع يحتاج إلى دعم أكبر من الجهاز المصرفي، عبر توفير تسهيلات ائتمانية أوسع وإتاحة التمويل العقاري على نطاق أوسع.

 

تحولات السوق العقاري والطلب على الوحدات المصيفية

وأوضح أن القطاع العقاري يشهد تحولًا ملحوظًا، لا يقتصر فقط على الوحدات السكنية، بل يشمل تزايد الطلب على الشقق الفندقية، خاصة مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير.

وأضاف أن السوق أصبح أكثر تنوعًا ليشمل القطاعات السكنية والتجارية والإدارية، إلا أن الطلب المتزايد على الوحدات المصيفية يمثل الاتجاه الأهم في المرحلة الحالية.

روتين صارم يبدأ قبل الفجر

وكشف المهندس أحمد العتال رئيس مجلس إدارة العتال هولدنج عن تفاصيل يومه، قائلًا: «أنا شخص روتيني للغاية»، حيث يبدأ يومه بعد صلاة الفجر، يخصص ساعة للقراءة وتصفح الصحف الورقية، ثم يتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية لمدة 90 دقيقة، قبل زيارة مواقع البناء لمتابعة سير العمل.

وأكد أن الرياضة والصلاة هما الثوابت الأساسية في يومه، لما لهما من دور في منحه الطاقة والراحة النفسية، مشيرًا إلى اعتماده على فريق صغير مكون من ثلاثة أشخاص للحفاظ على تركيزه وتنظيم وقته.

 

ثمن النجاح.. والعمل قبل العائلة

وتحدث أحمد العتال  بصراحة عن صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، موضحًا أنه عمل لفترات تصل إلى 18 ساعة يوميًا، ما حرمه من قضاء وقت كافٍ مع أطفاله في سنواتهم الأولى.

وأشار إلى أن التكنولوجيا ساعدته جزئيًا عبر مكالمات الفيديو اليومية، لكنه أكد أنها لا تعوض الوجود الفعلي، مشيدًا بدور زوجته التي تحملت المسؤولية الكاملة في تربية الأبناء وإدارة شؤونهم اليومية.

 

الجمعة للعائلة.. تقليد لا يتغير

وقال العتال  إنه ورث عادة تقديم العمل على العائلة من والده، لكنه حرص على ترسيخ تقليد عائلي ثابت يتمثل في اعتبار يوم الجمعة يومًا مخصصًا للعائلة، حيث يؤدي صلاة الجمعة مع أبنائه، ثم يقضون بقية اليوم معًا، معتبرًا هذا اليوم مصدرًا دائمًا لاستعادة توازنه.

هدوء ما بعد العمل وأحلام المرحلة المقبلة

وأوضح أنه بعد انتهاء العمل يتجنب التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، ويحرص على قضاء 30 إلى 60 دقيقة يوميًا مع زوجته بعيدًا عن الهاتف وضغوط العمل.

وعن تطلعاته المستقبلية، قال المهندس أحمد العتال يسعى إلى قضاء وقت أطول مع عائلته، وعلى المستوى المهني يطمح إلى الانتقال تدريجيًا إلى دور رئيس مجلس إدارة شرفي، مع الاكتفاء بمتابعة التقارير واعتماد القرارات الكبرى.

نصيحة العمر.. سر النجاح في ثلاث كلمات

واختتم حديثه بالإشارة إلى أفضل نصيحة تلقاها من والده:
«اتقِ الله فيما تفعل»، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي يقوم على ثلاثة عناصر أساسية: التقوى، الشغف، والاستمرارية.