جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

من القاهرة إلى لندن ثم أبوظبي.. رحلة استثمارات ناصف ساويرس العالمية

في خطوة جديدة تعكس توجهًا استراتيجيًا لتعزيز الحضور في المراكز المالية العالمية، أعلنت شركة أوراسكوم كونستراكشون – المملوكة لرجل الأعمال ناصف ساويرس – عن بدء إدراج أسهمها في سوق أبوظبي للأوراق المالية اعتبارًا من 11 سبتمبر المقبل، مع الإبقاء على القيد الثانوي في البورصة المصرية دون تغيير.

ويأتي هذا التحرك بعد موافقة الجمعية العمومية في أغسطس الماضي على نقل القيد الرئيسي للشركة من “ناسداك دبي” إلى أبوظبي، إلى جانب نقل المقر الرئيسي من مركز دبي المالي العالمي إلى سوق أبوظبي العالمي، في خطوة تهدف إلى الاستفادة من عمق السوق الإماراتي وزيادة جاذبية السهم أمام المستثمرين الدوليين.

- Advertisement -

ثروات ناصف ساويرس واستثماراته العالمية

يُعد ناصف ساويرس، أغنى رجل في مصر وأحد أبرز رجال الأعمال العرب، بثروة تُقدَّر بأكثر من 7 مليارات دولار وفق تقديرات حديثة. وتتنوع استثماراته بين قطاعات البناء والأسمدة والرياضة، حيث يمتلك حصصًا مؤثرة في شركات أوروبية وأمريكية كبرى، من بينها OCI NV الهولندية و أدكو العالمية للأسمدة، إضافة إلى استثمارات رياضية بارزة مثل ملكية نادي أستون فيلا الإنجليزي.
وفي عام 2023، قام ساويرس بنقل المكتب الاستثماري للعائلة من لندن إلى أبوظبي، ليكون نقطة انطلاق لمجموعة NNS نحو اقتناص صفقات استراتيجية في أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية.

استثمارات ناصف ساويرس داخل مصر

ورغم توسع نشاطه عالميًا، ما يزال ناصف ساويرس حاضرًا بقوة داخل السوق المصري من خلال مجموعة من الكيانات والشركات المؤثرة. إذ يمتلك حصصًا رئيسية في أوراسكوم كونستراكشون العاملة في مشروعات البنية التحتية الكبرى، إلى جانب استثمارات في قطاع الأسمنت والأسمدة عبر شركات مثل أوراسكوم للأسمنت سابقًا و”OCI”. كما يمتلك مساهمات في قطاع الخدمات المالية والاستثمار، إضافة إلى اهتمامه بقطاعات العقارات والإنشاءات. وتُقدّر استثماراته المباشرة وغير المباشرة داخل مصر بمليارات الجنيهات، وهو ما يجعله لاعبًا محوريًا في الاقتصاد الوطني، رغم نقل مركز ثقله الاستثماري تدريجيًا إلى الخارج.

 

مقارنة بين استثمارات ناصف ساويرس داخل مصر وخارجها

تُظهر البيانات أن الجزء الأكبر من ثروة ناصف ساويرس يتركز الآن في الأسواق العالمية، حيث تمثل حوالي 60–65% من استثماراته الإجمالية في شركات أوروبية وأمريكية، بالإضافة إلى أنشطة مجموعة NNS التي تتوسع في قطاعات متعددة بالخارج. في المقابل، تظل حوالي 35–40% من محفظته الاستثمارية مركزة داخل مصر، تشمل مشروعات البناء والبنية التحتية، وقطاع الأسمنت والأسمدة، والاستثمارات العقارية والخدمية. وتشير هذه النسب إلى استراتيجية واضحة لتنويع المخاطر، وتعظيم العوائد، والاستفادة من الفرص العالمية، مع الحفاظ على حضور مؤثر في السوق المحلي، الذي يمثل أرضًا خصبة للمشروعات الكبرى ومستقبل النمو في قطاعات رئيسية.

ردود الفعل وأسباب نقل الاستثمارات إلى أبوظبي

أثارت خطوة نقل القيد إلى أبوظبي تفاعلات واسعة في الأوساط الاقتصادية، حيث اعتبرها محللون مؤشرًا على تزايد مكانة سوق أبوظبي المالي كمركز جذب للشركات الإقليمية والدولية. ويرى خبراء أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من خطة أوسع لساويرس تستهدف تنويع مصادر التمويل، وزيادة مرونة الاستثمارات، مع الاستفادة من البيئة الاستثمارية المشجعة التي توفرها أبوظبي، سواء على مستوى التشريعات أو عمق السيولة.

ويرى آخرون أن نقل شركات العائلة إلى الخارج يعكس سعي ساويرس إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالأسواق الناشئة، وتوسيع نشاطه في مراكز مالية عالمية قادرة على دعم صفقاته الضخمة المستقبلية، خصوصًا مع إعلان مجموعة NNS عزمها الاستثمار في حصص استراتيجية بشركات كبرى في قطاعات حيوية.

التعليقات مغلقة.