شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، افتتاح جامعة باديا بمدينة أكتوبر الجديدة، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء، وزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومشاركة عدد من الوزراء والمحافظين، وأعضاء مجلس النواب والسفراء والإعلاميين والرؤساء التنفيذيين لعدد من أبرز الشركات العاملة في السوق المصرية في العديد من القطاعات.
في كلمته خلال افتتاح “جامعة باديا” بمدينة أكتوبر الجديدة:
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال الاحتفالية التي أقامتها الجامعة بهذه المناسبة بالشراكة مع جامعة تكساس الامريكية، بحضور عدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والسفراء والإعلاميين والرؤساء التنفيذيين لعدد من أبرز الشركات العاملة في السوق المصرية.
واستهل رئيس الوزراء كلمته بالإعراب عن سعادته بوجوده وسط هذا الحشد الكبير في هذا اليوم المميز، الذي يشهد الاطلاق الرسمي لواحد من أكبر الصروح التعليمية في مصر، جامعة “باديا”، والتي تعد إحدى ثمار الرؤية التي انتهجتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية في عملية البناء والتطوير والتنمية، والشراكة بين الدولة والقطاع الخاص.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الكلمة، إلى حرصه الشخصي على مدار الفترات السابقة على التواجد في افتتاح مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص، مثل مشروع Sun Capital عربية، ومشروع I-City التابع لشركة ماونتن فيو في القاهرة الجديدة، ومشروع “باديا” اليوم في مدينة أكتوبر الجديدة، وكذلك مشروع ساويث ميد في الساحل الشمالي، مؤكدًا حرص الدولة المصرية من خلال هذا التوجه على تعظيم عملية الشراكة والاستفادة من أصول الدولة، حيث تسهم الدولة بالأرض، ليقوم المستثمرون والقطاع الخاص بعملية التنمية، وهو ما يؤدي إلى نتيجة مُثمرة وبنّاءة للطرفين.
واستطرد رئيس الوزراء: حرصت أن أكون موجودًا اليوم، حيث يُضيف افتتاح جامعة باديا بُعدا آخر وهو التنمية البشرية، مؤكدًا أنه ملف مهم جدا بالنسبة للحكومة الجديدة، لافتاً إلى أن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، هو المعني بذلك الملف.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه خلال فترة تولي الدكتور خالد عبد الغفار منصبه السابق كوزير للتعليم العالي، كانت الحكومة المصرية تعمل على استقطاب وإنشاء جامعات خاصة مُتميزة وجامعات حكومية بالشراكة مع جامعات دولية معروفة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أنه في عام 2014 كان عدد الجامعات الموجودة بمصر ما بين 50 و52 جامعة، واليوم أصبح لدينا 100 جامعة، بحيث استطاعت الدولة المصرية في خلال 10 سنوات إضافة نحو ضعف عدد جامعات الموجود بالفعل.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن الدولة المصرية تحرص على رفع كفاءة منظومة التعليم العالي في مصر، حيث كان هناك توجه لأن يكون لدينا إلى جانب الجامعات الحكومية، تشكيلة من الجامعات الأهلية، وقد تم إنشاء عدد منها، بالإضافة إلى الجامعات التكنولوجية، بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث شهدت افتتاح جامعة السويدي منذ فترة قريبة، مع تشجيع القطاع الخاص على إنشاء الجامعات الخاصة، لتكون بالشراكة مع مؤسسات دولية مرموقة، مثل الشراكة التي تتحقق اليوم بين جامعة باديا وجامعة تكساس الطبية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه الجهود تعزز هدف عودة مصر لتصبح مركزاً إقليمياً للتعليم بكافة مستوياته، وتستعيد دورها كمقصد لكُل طلاب المناطق المحيطة للتعلم في مصر، مؤكداً أن هذه الخطوات تأتي تنفيذاً لرؤية وضعها فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتعمل على تنفيذها كافة أجهزة الدولة، حيث نرى ثمارها من خلال مثل هذه النوعية من المشروعات التي يتم افتتاحها اليوم، لتكون مصر في المكانة المنشودة.
وفي ختام كلمته، توجه الدكتور مصطفى مدبولي بالشكر لكل من ساهم في تنفيذ مدينة باديا، مثل وزارة الإسكان وأجهزتها، والقطاع الخاص ممثلاً في مجموعة “بالم هيلز”، وكذا من ساهم في تنفيذ هذا الصرح التعليمي البارز مُتمثلاً في شركة “تعليم” كمؤسسة تعليمية، كما تقدم بالشكر للقائمين على جامعة تكساس على تواجدهم اليوم، معرباً عن تمنياته في المزيد من التقدم والنجاح من خلال افتتاح مشروعات مثيلة خلال الفترة القادمة.
وفى مستهل الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة تدشين خمس كليات بجامعة باديا، والتي تقام بالشراكة مع جامعة تكساس الأمريكية، شاهد رئيس الوزراء فيلماً قصيراً عن الجامعة، وما تتمتع به من إمكانات ومقومات تعليمية حديثة، حيث تمت الإشارة إلى أن هذه الجامعة تأتي نتاجا للتعاون بين شركتي “بالم هيلز” إحدى الشركات الرائدة في مجال التطوير العقاري، و”تعليم” لخدمات الإدارة، هذه الشركة الرائدة في مجال خدمات التعليم الجامعي، وأنه اعتبارًا من الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2024- 2025، سوف يتم بدء الدراسة بكليات “الطب البشري”، و “طب الأسنان”، و”العلاج الطبيعي”، و”إدارة الأعمال والاقتصاد التطبيقي”، و”الحاسبات وعلوم البيانات “.
وتقام جامعة باديا على مساحة 167 ألف متر مربع، وستخدم أكثر من 12 ألف طالب وطالبة، وستوفر الجامعة خدمات تعليمية، ورياضية وترفيهية، وهو ما يسهم في اتاحة تجربة جامعية متكاملة وممتعة بالإضافة إلى مسار تعليم وتدريب مهني بالشراكة مع أكبر المؤسسات الصناعية والخدمية لإعداد الطلاب وتهيئتهم لمتطلبات المستقبل.
وخلال الاحتفالية عرض الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أبرز المحددات الخاصة بالنهوض بمنظومة التعليم العالي الخاص في مصر، كأحد محاور تطوير منظومة التعليم العالي في مصر بوجه عام، معتبراً أن افتتاح “جامعة باديا” اليوم يؤكد الدور القوي الذي تقوم به الدولة لدعم القطاع الخاص تجاه الاستثمار في قطاع التعليم الجامعي.
وأشار الوزير إلى أن مؤسسات التعليم العالي التابعة للقطاع الخاص تضم أكثر من ٤٠٠ ألف طالب وطالبة، مع فرص لتزايد هذا العدد بشكل مستمر، كما أن تلك المؤسسات بها 120 ألف مقعد جاهزة هذا العام لاستقبال المزيد من الطلاب، مشيداً بالدور المجتمعي الذي تقوم به الجامعات الخاصة بمصر اتصالاً مع دورها التعليمي، حيث إن لها اسهاما فاعلا في دعم المبادرات الوطنية ذات الأثر في حياة المواطنين؛ وفي مقدمتها المبادرة الرئاسية “حياة كريمة “.
كما تطرق الدكتور أيمن عاشور إلى جهود تقديم الخدمات العلاجية من خلال الجامعات الخاصة، موضحاً أنه سيكون لدينا بنهاية العام الحالي ٩ مستشفيات تابعة لجامعات خاصة بطاقة ٢٠٠٠ سرير، مضيفاً أن الدولة تستهدف عقد المزيد من الشراكات والتوأمة مع الجامعات العالمية في مجال تطوير سبل الرعاية الصحية، لافتاً في هذا الصدد إلى تجربة الشراكة مع جامعة تكساس التي تُعد ضمن أفضل ٥٠ جامعة حول العالم، وهو ما يُعزز أهداف التنمية.
من جانبه، استعرض الدكتور/ حسام الملاحي، عضو مجلس الشيوخ، رئيس جامعة باديا، الرؤية الأكاديمية للجامعة، متوجهاً بالشكر لرئيس الوزراء على الدعم المقدم لإنجاح هذه التجربة، وحرص الدكتور مصطفى مدبولي على عقد لقاء سابق ضم مسئولي الفرع الطبي بجامعة “تكساس سيستم” الأمريكية؛ لبحث سبل التعاون المشترك في مجال البحث العلمي بقطاع الرعاية الصحية مع الجانب المصري مُمثلًا في جامعة “باديا” الخاصة تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث كان لهذا أثر في اتخاذ الجامعة قرارها بالاستثمار في مصر.
كما عرض الدكتور/ جيفري سوسمان، مساعد أول عميد لشئون الأداء الأكاديمي في utmb Health التابعة لجامعة تكساس، فيديو قصيرا عن الفرع الطبي لجامعة تكساس utmb Health ، تناول خلفية تاريخية عن الفرع الطبي لتكساس سيستم والإمكانات التي يتمتع بها الفرع الطبي، فيما يتعلق بالإمكانات البحثية .
وأعرب ممثل جامعة تكساس عن الفخر بكونها شريكا مع جامعة باديا في هذا المشروع الرائد، مؤكداً سعادته بتبادل الخبرات مع الجانب المصري في تطبيق البرامج التعليمية المتطورة، وتطلعه للمزيد من التعاون مع الجانب المصري في مجالات تطوير البحث العلمي لخدمة الإنسانية .
وأشار السيد/ ياسين منصور، رئيس مجلس الإدارة والمجموعة التنفيذية لشركة “بالم هيلز”، خلال كلمته، إلى أن مشروع “باديا” يُعد نموذجاً يحتذي به للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، فهو أكبر مشروع عقاري في غرب القاهرة على مساحة تصل إلى 3 آلاف فدان بإجمالي استثمارات تقدر بـ 100 مليار جنيه، ويقام بالشراكة بين الشركة وهيئة المجتمعات العمرانية، وهو ما يأتي تماشيا مع تنفيذ المخطط القومي للتنمية العمرانية في مصر 2052 .
وأكد “منصور” في هذا الصدد على جهود الدولة لدعم القطاع الخاص، وما يتم اتاحته من بنية تحتية في مختلف القطاعات ساهمت في اقامة العديد من المدن الجديدة، متوجها بالشكر للقيادة السياسية ولرئيس الوزراء قائلا:” لم نكن لنصل لتحقيق هذا الحلم بدونكم “.
وأضاف “منصور” أن افتتاح جامعة باديا يمثل خطوة رئيسية في استراتيجية شركة بالم هيلز لدعم المنظومة التعليمية في مصر، ايمانا منها بأن التعليم هو أحد أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بهدف إعداد كوادر شابة قادرة على النهوض بالدولة المصرية. مؤكداً عزم الشركة على تعزيز استثماراتها في عقد شراكات مع المؤسسات التعليمية المرموقة المصرية، والإقليمية والدولية، لإقامة منشآت تعليمية وفق المعاير العالمية، منوهاً إلى أن “بالم هيلز” تعتبر شريكا أساسيا في المؤسسات التعليمية التي تقام في مجتمعاتها وليست مستضيفا فقط، لأنها تؤمن بأن التعليم هو جزء من دورها في التنمية.
وفى ختام الاحتفالية، قام الدكتور مصطفى مدبولي، ومرافقوه بجولة في ارجاء الجامعة، شملت تفقد مبني كلية الطب، وما يتضمنه من قاعات دراسية ومعامل للمهارات الاكلينيكية، هذا إلى جانب معمل التشريح، ومعمل الميكروسكوبات والأنسجة، والمكتبة.
وفي قاعة المهارات، شاهد رئيس الوزراء نموذجا لروبوت يحاكي المريض، يعمل من خلال الذكاء الاصطناعي، حيث يتم إدخال بيانات معينة تخص حالة مرضية، وبذلك يمكن للطالب التدريب على هذا النموذج عبر سؤاله عن التاريخ المرضي له فيجيب الروبوت وفقا للبيانات المدخلة ويساعد ذلك الطلاب على التشخيص الصحيح للأمراض.
التعليقات مغلقة.