رانيا المشاط تشهد توقيع منحة يابانية بقيمة مليار جنيه لبناء أول سفينة دعم غوص لهيئة قناة السويس

شهدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، مراسم توقيع الاتفاق التنفيذي لمشروع المنحة المقدمة من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» بقيمة 22 مليون دولار، بما يعادل نحو مليار جنيه، لتمويل بناء وتوريد أول سفينة دعم غوص (DSV) من نوعها تنضم لأسطول هيئة قناة السويس.
وجرى التوقيع بحضور السيد يوسكي سوزوكي، المستشار الاقتصادي لسفارة اليابان بالقاهرة، حيث وقع الاتفاق كل من المهندس أحمد البربري، مدير إدارة الترسانات بهيئة قناة السويس، والسيد ياماموتو أتسوشي، النائب الأول لرئيس مكتب جايكا مصر.
ويأتي الاتفاق في إطار التعاون الاستراتيجي المثمر بين مصر واليابان، ونتيجة لسلسلة من المشاورات الثنائية والجهود التي تبذلها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لتعزيز الشراكات التنموية ونقل الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة.
وتهدف المنحة اليابانية إلى تمويل بناء وتوريد سفينة دعم غوص متعددة المهام، تسهم في تعزيز الأمان الملاحي، وتنفيذ أعمال القطر والمناورة، ودعم عمليات البحث والإنقاذ، والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، بما يضمن التشغيل الآمن والمستدام لقناة السويس.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط أن الاتفاق يمثل شراكة نوعية مع الجانب الياباني تعكس عمق العلاقات الثنائية وتنوعها، مشيرة إلى أن المشروع يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاستفادة من الخبرات اليابانية في دعم مسيرة التنمية وتعزيز البنية التحتية الاستراتيجية.
وأضافت أن قناة السويس، التي تخدم نحو 12% من حركة التجارة العالمية، تمثل أحد المكونات الرئيسية للناتج المحلي الإجمالي، موضحة أنه رغم التحديات التي واجهتها القناة منذ أكتوبر 2023 بسبب التوترات الإقليمية، فإن نشاط الملاحة شهد تعافيًا ملحوظًا محققًا نموًا إيجابيًا بنسبة 8.6% خلال الربع الأول من العام المالي الجاري مع عودة الاستقرار التدريجي لمنطقة البحر الأحمر.
من جانبه، أعرب الفريق أسامة ربيع عن اعتزازه بالتعاون الممتد مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، مؤكدًا أن سفينة دعم الغوص الجديدة تمثل إضافة غير مسبوقة لأسطول الهيئة، خاصة مع خطط تعزيز قدرات الإنقاذ البحري بانضمام قاطرتي إنقاذ بقوة شد 190 طن خلال العام المقبل.
وأكد المستشار الاقتصادي لسفارة اليابان أن المشروع يعكس منفعة متبادلة وشراكة استراتيجية عميقة، مشددًا على التزام اليابان بدعم سلامة الملاحة بقناة السويس باعتبارها أحد أهم الممرات الملاحية العالمية.
وأوضح نائب رئيس مكتب جايكا مصر أن التعاون بين الجانبين يمتد لأكثر من 70 عامًا، وشهد تنفيذ العديد من المشروعات الناجحة، مؤكدًا أن السفينة الجديدة ستعزز منظومة السلامة والأمان وترسخ مكانة قناة السويس عالميًا.
وتتميز سفينة دعم الغوص بتصميم متطور يراعي معايير الاستدامة البيئية، حيث تعمل بمحرك وقود مزدوج (ديزل وغاز طبيعي) للحد من الانبعاثات الكربونية، كما تضم غرفتي معادلة ضغط، ومعدات بحث وإنقاذ متقدمة، ووحدة لمعالجة المخلفات.
ويبلغ طول السفينة 45 مترًا، وعرضها 10 أمتار، وغاطسها 4.5 متر، وتصل سرعتها إلى 12 عقدة، بطاقة إعاشة تستوعب 29 فردًا، ومن المقرر بناؤها بالكامل في اليابان وفقًا لمعايير SOLAS وتحت إشراف هيئة التصنيف اليابانية NK.