زلزال في سوق الذهب بمصر.. عيار 21 يقترب من 6 آلاف جنيه والأوقية العالمية على أعتاب 4500 دولار

شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا قويًا ومفاجئًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في واحدة من أعنف موجات الصعود منذ بداية عام 2025، بالتزامن مع تسجيل الذهب العالمي مستويات تاريخية غير مسبوقة، ما أشعل سوق الصاغة ورفع الأسعار المحلية إلى مشارف أرقام قياسية جديدة.
وبحسب تقرير منصة «آي صاغة»، قفز سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المصرية – بنحو 85 جنيهًا دفعة واحدة، ليسجل 5985 جنيهًا، مقتربًا بقوة من حاجز الـ6 آلاف جنيه، وسط حالة ترقب وحذر بين التجار والمستهلكين.
وسجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6840 جنيهًا، فيما بلغ سعر عيار 18 حوالي 5130 جنيهًا، وارتفع سعر الجنيه الذهب إلى مستوى 47,880 جنيهًا، في انعكاس مباشر للصعود القوي للأسعار العالمية.
وعالميًا، واصلت أسعار الذهب تحقيق مكاسب قياسية، بعدما ارتفعت الأوقية بنحو 45 دولارًا لتسجل 4493 دولارًا، وهو أعلى مستوى في تاريخ المعدن الأصفر، مع اقترابه من كسر حاجز 4500 دولار للأوقية لأول مرة.
وأرجع سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، هذا الارتفاع الحاد إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا، إلى جانب تنامي التوقعات باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعزز جاذبية الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين.
كما ساهمت توقعات تباطؤ التضخم الأمريكي وضعف سوق العمل في زيادة رهانات المستثمرين على خفض الفائدة، ما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، ويدفع الأسعار إلى مزيد من الصعود.
وفي السياق ذاته، تتجه أنظار الأسواق إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة، وعلى رأسها الناتج المحلي الإجمالي وبيانات التوظيف، والتي قد تؤثر على حركة الدولار مؤقتًا، إلا أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صاعدًا بقوة.
وعلى المدى المتوسط، عززت التقارير الصادرة عن بنوك استثمار كبرى، من بينها «جيه بي مورجان»، التوقعات الإيجابية للذهب، مع ترجيحات بوصوله إلى مستويات تتجاوز 5 آلاف دولار للأوقية بنهاية 2026، مدعومًا بزيادة مشتريات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار، ودخول مصادر طلب جديدة على المعدن النفيس.
ويؤكد خبراء أن استمرار هذه العوامل قد يدفع أسعار الذهب في مصر إلى تسجيل مستويات غير مسبوقة خلال الفترة المقبلة، خاصة في حال واصل السعر العالمي تحركاته الصاعدة، وهو ما يجعل السوق المحلية أمام مرحلة جديدة من التقلبات وارتفاع الأسعار.