شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء قفزة مفاجئة وغير متوقعة، لتشتعل السوق المحلية وسط موجة صعود قوية طالت جميع الأعيرة، مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية وترقّب المستثمرين لصدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وبحسب بيانات منصة «آي صاغة»، ارتفع عيار 21—الأكثر تداولًا في السوق المصرية—بنحو 70 جنيهًا دفعة واحدة، ليسجل 5490 جنيهًا، في واحدة من أسرع التحركات الصاعدة خلال الأسابيع الأخيرة.
كما صعد عيار 24 إلى 6274 جنيهًا، وارتفع عيار 18 ليسجل 4706 جنيهات، فيما استقر الجنيه الذهب عند 43,620 جنيهًا، متأثرًا بالقفزة الكبيرة في سعر الجرام.
وعالميًا، ارتفعت الأوقية بنحو 28 دولارًا لتصل إلى 4109 دولارات.
وقال سعيد إمبابي، الرئيس التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن الارتفاع المفاجئ جاء في وقت تتعرض فيه أسواق الأسهم العالمية لموجة خسائر ممتدة، مع تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للجلسة الرابعة على التوالي بسبب مخاوف تتعلق بتقييمات شركات الذكاء الاصطناعي، مما دفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب.
سوق العمل الأمريكي يربك الحسابات
وتتجه أنظار الأسواق العالمية نحو محضر اجتماع الفيدرالي، إلى جانب تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره غدًا الخميس بعد تأجيله إثر الإغلاق الحكومي.
وتشير تقديرات محللين استطلعت «رويترز» آرائهم إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يضيف 50 ألف وظيفة فقط خلال سبتمبر، في ظل مؤشرات متزايدة على ضعف سوق العمل، خاصة بعد ارتفاع طلبات إعانات البطالة للأسبوع الثاني إلى أعلى مستوى في شهرين.
كما كشف تقرير ADP عن تراجع متوسط الوظائف بالقطاع الخاص بمعدل 2500 وظيفة أسبوعيًا خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 1 نوفمبر، مع صعود إعانات البطالة المستمرة إلى 1.957 مليون، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس.
هل يقترب الفيدرالي من تغيير المسار؟
ورغم قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة مؤخرًا بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.75% – 4.00%، فإن رئيس المجلس جيروم باول شدّد على أن قرار خفض آخر في ديسمبر «غير محسوم»، وهو ما أشعل حالة من الحذر في الأسواق، وتسبّب في تراجع توقعات المستثمرين لخفض الفائدة إلى 46.6% مقارنة بـ 62.9% الأسبوع الماضي.
تحركات سياسية تزيد الغموض
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إدارته بدأت بالفعل عقد مقابلات لاختيار رئيس جديد للفيدرالي، على أن يُحسم القرار قبل نهاية العام، وتشمل القائمة المرشحين: كيفن هاسيت، كيفن وارش، كريستوفر والر، ميشيل بومان، وريك رايدر.
الذهب بين ضغوط السياسة واستدعاء الأمان
ويرى محللون أن الذهب يتحرك حاليًا في نطاق حساس يجمع بين ضغوط السياسة النقدية الأمريكية والمخاوف المتصاعدة من تباطؤ الاقتصاد العالمي، ما يزيد من جاذبية الملاذات الآمنة.
ومن المتوقع أن يحدد محضر اجتماع الفيدرالي المرتقب الاتجاه الرئيسي للذهب خلال الأسابيع المقبلة، سواء بمزيد من الارتفاع أو موجة جني أرباح محتملة.









التعليقات مغلقة.