في مشهد أربك المراقبين وهزّ ثقة المستثمرين في واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في مصر، كشفت النتائج المالية الأخيرة لشركة إعمار مصر للتنمية عن تراجع صادم في صافي أرباحها خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025. ورغم حفاظ الشركة على قوة إيراداتها وقدرتها على تحقيق نمو ملحوظ في المبيعات، فإن أرباحها شهدت هبوطًا حادًا أثار العديد من علامات الاستفهام حول التخطيط المالي، وتكاليف التشغيل، وإدارة المشروعات، ومدى تأثر القطاع العقاري بالتقلبات الاقتصادية خلال العام. هذا التناقض بين نمو الإيرادات وانخفاض الأرباح يفتح الباب أمام تساؤلات محورية عن السبب الحقيقي وراء هذا الانكماش الكبير.
تراجع حاد في الأرباح المجمّعة
كشفت القوائم المالية المجمعة لشركة إعمار مصر للتنمية عن هبوط أرباح الشركة بنسبة 58.5% خلال أول 9 أشهر من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ووفقًا لبيان الشركة المرسل إلى بورصة مصر اليوم، سجّلت إعمار مصر صافي ربح قدره 4.29 مليار جنيه منذ بداية يناير وحتى نهاية سبتمبر 2025، مقابل 10.34 مليار جنيه أرباحًا خلال نفس الفترة من العام الماضي، مع الأخذ في الاعتبار حقوق الأقلية.
نمو الإيرادات رغم انخفاض الأرباح
ورغم التراجع الكبير في الأرباح، فقد حققت الشركة زيادة في إيراداتها خلال التسعة أشهر، حيث ارتفعت إلى 14.58 مليار جنيه مقابل 13.26 مليار جنيه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
هذا الصعود في الإيرادات يبرز مفارقة واضحة، ويشير إلى احتمال وجود ارتفاع كبير في تكاليف التشغيل أو المصروفات أو تغير في هيكل تكلفة المشروعات الجارية.
تراجع الأرباح المستقلة للشركة
وعلى صعيد القوائم غير المجمّعة، أظهرت البيانات المالية للشركة انخفاضًا ملحوظًا في أرباحها المستقلة لتسجل 4.62 مليار جنيه خلال الفترة من يناير وحتى نهاية سبتمبر 2025، مقابل 10.15 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
ويؤكد هذا الاتجاه المتراجع أن الضغوط المالية لم تقتصر على مستوى المشاريع المشتركة فقط، بل امتدت إلى الهيكل المالي المستقل للشركة.









التعليقات مغلقة.