تشهد الكواليس السياسية في مصر حالة من الترقّب والترقب المشوب بالحذر بعد تصريحات الإعلامي مصطفى بكري، التي كشف فيها عن احتمالات قوية بتغيير وشيك في رئاسة الحكومة عقب انتخابات مجلس النواب 2025، وسط مؤشرات تؤكد وجود مشاورات على أعلى مستوى لاختيار حكومة جديدة خلال الأيام المقبلة.
وقال بكري، خلال استضافته في برنامج الحكاية مع الإعلامي عمرو أديب على فضائية MBC مصر، إن القانون لا يُلزم رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية، لكنه يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تعديلاً كبيرًا في الحكومة، مرجّحًا أن تكون الحكومة القادمة بدون الدكتور مصطفى مدبولي الذي يترأس مجلس الوزراء منذ عام 2018.
وأكد أن حديثه توقّع شخصي مبني على قراءته للمشهد العام، لكنه أشار إلى أن مدبولي قد يُكلف بموقع آخر للاستفادة من خبراته الكبيرة في إدارة الملفات التنموية.
8 سنوات من الملفات الثقيلة والإنجازات الكبرى
خلال ثماني سنوات متواصلة في مواقع المسؤولية داخل الحكومة، نجح الدكتور مصطفى مدبولي في قيادة واحدة من أكثر الفترات تحديًا في التاريخ الحديث لمصر.
بدأ مسيرته وزيرًا للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ثم كُلّف برئاسة الحكومة في يونيو 2018 خلفًا للمهندس شريف إسماعيل.
وخلال تلك السنوات، أشرف مدبولي على تنفيذ المشروع القومي للإسكان الاجتماعي، وإطلاق مدن الجيل الرابع مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة، فضلًا عن مشروعات البنية التحتية العملاقة التي غيّرت خريطة العمران في البلاد.
كما لعب دورًا محوريًا في ملف الإصلاح الاقتصادي، وتنفيذ برنامج الإصلاح الهيكلي، ومتابعة مشروعات الطاقة والنقل والاتصالات، إلى جانب إدارة أزمة جائحة كورونا باحترافية أثنى عليها العديد من المراقبين المحليين والدوليين.
مرحلة جديدة في الأفق
تؤكد مصادر برلمانية أن مرحلة ما بعد انتخابات النواب قد تشهد تغييرات واسعة في هيكل الحكومة ضمن خطة لتجديد الدماء ودفع الكفاءات الشابة إلى مواقع صنع القرار، بما يتماشى مع توجهات الدولة نحو تعزيز التحول الرقمي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ويرى محللون أن أي تغيير في رئاسة الحكومة لن يكون مفاجئًا، بل يأتي في إطار تدوير الخبرات وتوسيع قاعدة المسؤولية داخل مؤسسات الدولة.
خلاصة المشهد
رغم عدم صدور أي إعلان رسمي حتى الآن، إلا أن المؤشرات تؤكد أن ملف رئاسة الحكومة المصرية مفتوح على كل الاحتمالات.
فالدكتور مصطفى مدبولي، الذي حمل على عاتقه مسؤولية إدارة الدولة في أصعب الظروف الاقتصادية والصحية، قد يكون بصدد مرحلة انتقالية جديدة داخل منظومة الدولة، بعد أن ترك بصمة واضحة في مسيرة التنمية خلال السنوات الثماني الماضية.









التعليقات مغلقة.