جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

اغتيال ترامب.. من يريد اصطياد الرئيس الأمريكي الذي أشعل النيران في العالم؟

في مشهدٍ أشبه بلقطة من فيلم سياسي مثير، اهتزّت الأوساط الأمنية الأمريكية على وقع اكتشاف منصة صيد مشبوهة تطل مباشرة على منطقة هبوط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من طائرته في مطار “بالم بيتش” الدولي بولاية فلوريدا، وذلك قبل ساعات من وصوله المقرر إلى المدينة.

الواقعة التي كشفتها شبكة فوكس نيوز الأمريكية، دفعت أجهزة الأمن إلى حالة استنفار قصوى، بعد أن عثرت فرق جهاز الخدمة السرية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) على الكشك الخشبي المموه، ضمن نطاق رؤية واضح لموقع نزول الطائرة الرئاسية، ما أثار الشبهات حول محاولة اغتيال محتملة كانت قيد الإعداد.

- Advertisement -

منصة مشبوهة وعمليات غامضة

بحسب تصريحات نقلتها “فوكس نيوز” عن مسؤولين أمنيين، فإن جهاز الخدمة السرية اكتشف المنصة خلال “التحضيرات الأمنية المسبقة” قبل وصول ترامب، مشيرين إلى أن الكشك يبدو أنه أُقيم قبل أشهر في منطقة نائية داخل نطاق المطار.
وأكد مدير الاتصالات في الخدمة السرية الأمريكية، أنتوني جوجليلمي، أن الموقع كان خاليًا تمامًا من الأشخاص، لكن تصميم المنصة وموقعها الدقيق “يثيران القلق”، مضيفًا:

> “لم يكن هناك أي تأثير على التحركات الرئاسية، لكن الحادثة تؤكد أهمية الإجراءات الأمنية المتعددة التي نتخذها.”

وفي الوقت نفسه، أعلن الـFBI أنه بدأ تحقيقًا موسعًا لجمع الأدلة، بما في ذلك فحص بيانات الهواتف المحمولة وأجهزة المراقبة المحيطة، في محاولة لتحديد الجهة التي نصبت المنصة أو الجهة التي كانت ستستخدمها.

 تاريخ طويل من محاولات الاغتيال

الحادث الجديد لم يكن الأول من نوعه. فقبل أسابيع فقط، أحبطت السلطات محاولة اغتيال أخرى حين تم العثور على عش قنص مخفي داخل ملعب جولف في بالم بيتش كان يرتاده ترامب.
المتهم في تلك الواقعة، ويدعى رايان روث (59 عامًا)، وُجهت إليه خمس تهم جنائية فيدرالية، أبرزها “محاولة اغتيال مرشح رئاسي كبير” و”الاعتداء على ضابط فيدرالي”، إلى جانب جرائم تتعلق بحيازة أسلحة نارية.

وجاءت هذه الحادثة بعد أشهر قليلة من محاولة اغتيال علنية حين أُصيب ترامب بطلق ناري في الأذن أثناء تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، في يوليو الماضي — وهو الهجوم الذي اعتُبر الأخطر منذ اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي في ستينيات القرن الماضي.

ترامب بين المؤيدين والأعداء

دونالد ترامب، الذي يواصل تصدره لاستطلاعات الرأي تمهيدًا لانتخابات 2026، لا يزال شخصية استثنائية تجمع بين النفوذ الشعبي الجارف والعداء السياسي الحاد.
ففي نظر أنصاره، هو “المنقذ” الذي يتحدى النظام العميق في واشنطن، بينما يراه خصومه “التهديد الأكبر” للمؤسسات الأمريكية التقليدية.
هذا الانقسام الحاد جعل ترامب هدفًا دائمًا — ليس فقط في المعارك الانتخابية، بل في محاولات اغتيال متكررة تكشف أن المعركة على مستقبل أمريكا لم تعد تدور في صناديق الاقتراع فقط.

لغز من يريد إسكات ترامب

حتى الآن، لم تُكشف أي دلائل حول الجهة التي نصبت منصة الصيد الأخيرة، لكن مصادر أمنية لم تستبعد أن تكون “محاولة اختبار أمني” أو “رسالة تهديد مبطنة” قبل عودته القريبة إلى النشاط الانتخابي الكامل.
ويرى محللون أن تصاعد الهجمات ضده قد يعكس تصاعد التوتر السياسي والاحتقان المجتمعي في أمريكا، حيث تتقاطع الملفات الساخنة — من الاقتصاد إلى الهجرة إلى العلاقات الدولية — مع طموحات ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.

 

وبينما يتحدث البعض عن “مؤامرة منظمة” لإقصاء ترامب بأي وسيلة، يبقى السؤال الأهم مطروحًا:
هل تحوّل الرئيس الأمريكي الأكثر جدلاً في التاريخ الحديث إلى هدفٍ مفتوح لكل الغاضبين من سياساته؟
أم أن ما يحدث مجرد سلسلة حوادث معزولة في بلد لم يهدأ فيه الصراع على السلطة منذ أن نزل ترامب أول مرة من سلالم برج ترامب ليعلن ثورته السياسية على النظام الأمريكي التقليدي؟

ما هو مؤكد أن الرجل الذي أشعل النيران في العالم ما زال يسير في خط النار، وكل خطوة من خطواته تفتح فصلاً جديدًا في ملف الاغتيالات السياسية الأمريكية.

التعليقات مغلقة.