شهدت أسعار الذهب في مصر خلال الساعات الماضية تراجعًا مفاجئًا بعد موجة ارتفاعات تاريخية ضربت السوق المحلي على مدار الأسبوع، حيث هبط سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا بين المصريين – ليسجّل نحو 5750 جنيهًا في تعاملات مساء الجمعة، بانخفاض يقارب 100 جنيه دفعة واحدة.
هذا التراجع المفاجئ فتح باب التساؤلات: هل بدأ الذهب رحلة هبوط جديدة؟ أم أن ما يحدث مجرد تصحيح سعري مؤقت قبل قفزة جديدة قد تُربك التوقعات؟
– هبوط بعد صعود جنوني.. تفاصيل المشهد
خلال الأيام الماضية، تجاوز الذهب المحلي مستويات غير مسبوقة مدعومًا بارتفاع سعر الأونصة عالميًا وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة. لكن مع تراجع الأونصة بنحو 2.2% عالميًا واستقرار سعر الدولار محليًا، بدأت السوق المصرية تشهد تراجعات محدودة فسّرها الخبراء بأنها “تهدئة منطقية” بعد موجة صعود غير مسبوقة.
وأكدت شعبة الذهب أن حركة الأسعار الحالية تعكس توازنًا مؤقتًا بين العرض والطلب، في ظل حالة ترقّب لدى المتعاملين مع استمرار التذبذب في الأسواق العالمية.
خبراء: ما يحدث “تصحيح سعري”.. وليس بداية انهيار
يقول محللون إن الانخفاض الأخير طبيعي ومتوقع بعد الصعود الحاد الذي سجّلته الأسعار، موضحين أن السوق تمر بمرحلة إعادة تموضع قبل تحديد الاتجاه القادم.
ويضيف أحد خبراء أسواق المعادن الثمينة:
> “كل المؤشرات الحالية تدل على أن السوق تشهد تصحيحًا سعريًا، وليس هبوطًا حقيقيًا. فالدعم العالمي للذهب ما زال قويًا طالما أن سياسات الفائدة لم تتجه للتشديد مجددًا.”
كما توقع أن يعاود الذهب الارتفاع تدريجيًا في حال استمرار التوقعات بتخفيف السياسة النقدية عالميًا، وهو ما يعزز الطلب على الذهب كأداة تحوّط.
—
الدولار والفائدة.. مفاتيح المشهد المقبل
يُجمع المحللون على أن سعر الدولار وقرارات البنوك المركزية بشأن الفائدة سيحددان مصير المعدن النفيس خلال الأيام المقبلة.
في حال استقرار الدولار وتراجع عوائد السندات، قد يستعيد الذهب زخمه الصعودي.
أما إذا شهدت الأسواق عودة للتشديد النقدي، فقد يمتد التصحيح لفترة أطول.
نصيحة للمدّخرين والمستثمرين
ينصح الخبراء المتعاملين بعدم التسرع في البيع خلال فترات التراجع القصير، مؤكدين أن الذهب يظل استثمارًا آمنًا على المدى الطويل.
ويعتبر البعض الانخفاض الحالي فرصة شراء لمن ينتظرون دخول السوق عند مستويات أقل.
—









التعليقات مغلقة.