صدمة .. أسعار الذهب تحطم كل الأرقام في مصر.. عيار 21 يتخطي 5700 جنيها لأول مرة في التاريخ
شهدت أسواق الذهب في مصر اليوم قفزة تاريخية جديدة، لتسجّل الأسعار مستويات غير مسبوقة في ظل اشتعال السوق العالمية، بعد أن تجاوزت الأوقية حاجز 4200 دولار للمرة الأولى في التاريخ، مدفوعة بتصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية، بحسب تقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
«آي صاغة»: قفزة تاريخية في الأسعار
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب المحلية ارتفعت بنحو 85 جنيهًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5640 جنيهًا، وهو أعلى سعر في تاريخه.
وأشار إلى أن الأوقية العالمية ارتفعت بنحو 53 دولارًا لتسجل 4202 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 4217 دولارًا في التعاملات المبكرة.
وأضاف إمبابي أن عيار 24 سجل نحو 6446 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4834 جنيهًا، بينما استقر الجنيه الذهب عند 45120 جنيهًا.
وأوضح أن الأسواق المحلية تأثرت مباشرة بارتفاع الأسعار العالمية وبحالة الترقب التي تسود المستثمرين مع اقتراب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب زيادة الطلب الاستثماري وتراجع المعروض من الذهب الخام لدى التجار.
– قفزات متواصلة من جلسة لأخرى
وأشار التقرير إلى أن الذهب المحلي كان قد ارتفع أمس الثلاثاء بنحو 55 جنيهًا، حيث افتتح جرام عيار 21 عند 5500 جنيه وأغلق عند 5555 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية العالمية بنحو 39 دولارًا لتغلق عند 4149 دولارًا.
عالميًا.. التوترات التجارية تشعل المعدن النفيس
على الصعيد العالمي، واصل الذهب صعوده القوي مدعومًا بمؤشرات على أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه إلى خفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين قبل نهاية العام، مما قلل من جاذبية الدولار وعزز الإقبال على المعدن النفيس.
كما ساهم تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين في زيادة الطلب على الذهب، بعد أن هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض قيود جديدة على الواردات الصينية، وردّت بكين بإجراءات مضادة شملت رسومًا على السلع الأمريكية وقيودًا على المعادن النادرة، لتعود أجواء الحرب التجارية التي هزّت الأسواق عام 2019.
الطلب العالمي في ذروته والبنوك المركزية تواصل الشراء
وأفادت رويترز أن المستثمرين يتجهون بكثافة نحو الذهب كملاذ آمن، بينما أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن صافي مشتريات البنوك المركزية بلغ 166 طنًا خلال الربع الثاني من العام، مع استمرار الطلب القوي في أغسطس، ما يعزز الأساس للطلب الرسمي على المعدن.
الدولار يتراجع.. وتوقعات بمزيد من التيسير النقدي
تزامن الصعود القياسي للذهب مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي لليوم الثاني، إذ تشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعّر حاليًا احتمالًا يتجاوز 90% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر المقبل، وسط حديث رئيس الفيدرالي جيروم باول عن ضعف سوق العمل، ما رجّح كفة التيسير النقدي.
توقعات بمزيد من الارتفاع
ويرى محللون أن تجاوز الذهب مستوى 4200 دولار للأوقية يمثل نقطة تحوّل تاريخية في مسار المعدن الأصفر، مع بقاء العوامل الداعمة للصعود قائمة، خاصة بعد أن رفع بنك أوف أمريكا توقعاته لسعر الذهب إلى 5000 دولار للأوقية بحلول عام 2026، مدعومًا بالطلب الاستثماري العالمي وتوسع حيازات الصناديق المتداولة.
وفي ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميًا وتراجع الدولار، يتوقع الخبراء أن يظل الذهب في مسار صاعد خلال الربع الأخير من العام الجاري، مع احتمالية تسجيل مستويات قياسية جديدة إذا استمرت التوترات الجيوسياسية.









التعليقات مغلقة.