زلزال في سوق الصرف.. الجنيه المصري يفاجئ الجميع .. وسعر الدولار ينهار في البنوك المصرية وسط قفزة في الاحتياطي وتحويلات الخارج

يشهد سوق الصرف المصري صباح اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 حالة من الهدوء المريب والتماسك اللافت، بعد سلسلة من التحركات السريعة التي أفقدت الدولار الأمريكي جزءًا من مكاسبه أمام الجنيه، في وقت تتزايد فيه التوقعات بتحرك قوي للجنيه المصري مدعومًا ببيانات اقتصادية إيجابية كشفت عنها البنك المركزي المصري خلال الأيام الماضية.

وسجل سعر الدولار اليوم في البنك المركزي المصري نحو 47.54 جنيه للشراء و47.68 جنيه للبيع، فيما بلغ سعره في البنك الأهلي المصري وبنك مصر نحو 47.58 جنيه للشراء و47.68 جنيه للبيع، بينما حقق في بنك الإسكندرية نحو 47.57 جنيه للشراء و47.67 جنيه للبيع، ليواصل الدولار تراجعه الطفيف في البنوك المصرية وسط تفاؤل في أوساط المستثمرين والمحللين بشأن استقرار سوق الصرف المحلي.

- Advertisement -

احتياطي نقدي عند أعلى مستوى منذ 6 سنوات

كشف البنك المركزي المصري أن صافي الاحتياطي الأجنبي لمصر ارتفع إلى 49.250 مليار دولار بنهاية أغسطس 2025، مقابل 49.036 مليار دولار في يوليو الماضي، بزيادة قدرها 214 مليون دولار، وهو ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في إدارة الموارد الدولارية وتراجع الضغوط على ميزان المدفوعات.

تحويلات المصريين بالخارج تقفز لأعلى مستوى منذ سنوات

في مفاجأة إيجابية للأسواق، ارتفعت تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى 17.1 مليار دولار خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024، مقارنة بـ 9.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق، بحسب بيانات البنك المركزي المصري، وهو ما ساهم في تعزيز المعروض من النقد الأجنبي ودعم استقرار الجنيه.

مؤشرات الاقتصاد الخارجي: تحسن نسبي رغم التحديات

ورغم تسجيل ميزان المدفوعات المصري لعجز كلي قدره 502.6 مليون دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2024/2025، إلا أن الخبراء يرون أن الأداء العام يبقى مقبولًا ومتماسكًا في ظل التوترات العالمية وتقلبات الأسواق، مؤكدين أن ارتفاع الاحتياطي والتحويلات يعوضان جزءًا من العجز التجاري الذي بلغ 27.5 مليار دولار.

ويؤكد مراقبون أن قوة الجنيه الحالية مدعومة بعوامل متعددة، أبرزها تحسن التدفقات الدولارية واستقرار السياسات النقدية، فضلًا عن التوقعات بزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال الربع الأخير من 2025، ما قد يعيد العملة المحلية إلى مسار أكثر توازنًا في مواجهة العملة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.