في خطوة دبلوماسية لافتة، أعلنت جمهورية سان مارينو، أقدم جمهورية في العالم وأصغر دولة ديمقراطية في أوروبا، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، ما يعكس التزامها بالقضايا الإنسانية والدولية، ويضيف بعدًا جديدًا لمكانتها على الساحة العالمية.
تأسست سان مارينو في القرن الرابع الميلادي، وتبلغ مساحتها نحو 61.2 كيلومتر مربع، وتضم تسعة بلديات تعرف باسم «القلاع» تشمل سان مارينو، أكوافيفا، بورجو ماجوري، كيزانوفا، دومانيانو، فايتانو، فيورنتينو، مونتيجاردينو، وسيرافالي. ويُعد مركزها التاريخي وجبل تيتانو أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ 2008.
أقدم جمهورية في العالم بروح عصرية
تتميز سان مارينو بتاريخ طويل يمتد إلى 3 سبتمبر 301 ميلادية، حين أسسها القديس مارينوس، النحات المسيحي الذي فرّ من الاضطهاد الروماني. ويقدر عدد سكانها بأكثر من 32 ألف نسمة، يعتمد اقتصادها على السياحة، الصناعات المصرفية، المنسوجات، الخزف، الأسمنت، والنبيذ.
ورغم صغر حجمها، فإن سان مارينو تحتفظ بهويتها المستقلة؛ لها رؤساء دولة اثنان يتولون الحكم بالتناوب، علمها الخاص، فريق كرة قدم وطني، وجواز سفر مستقل، وتستخدم اليورو كعملة، مع أنها ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي.
تراث ثقافي ومعماري غني
تُعد البلدة القديمة على قمة جبل تيتانو، قلب سان مارينو التاريخي، واحدة من أهم الوجهات السياحية، حيث تمتد الإطلالات على ساحل البحر الأدرياتيكي، وفي الأيام الصافية يمكن رؤية كرواتيا من أعلى القمة. تحيط بالمستوطنة أسوار حجرية ضخمة وأبراج تعود للعصور الوسطى، كانت تُستخدم كمراقبة عسكرية، وتضم اليوم متاحف وسجونًا تاريخية ومسارات سياحية مثل «مسار الساحرات».
وتشير المرشدة السياحية أنتونيا بونتي إلى أن سان مارينو رغم حجمها الصغير، تتمتع بروح جماعية قوية، ويحتفظ سكانها، المعروفون بـ«السامارينيسي»، بعاداتهم وتقاليدهم منذ قرون. ويستمر البرلمان المحلي المعروف باسم «القصر العام» في استقبال الزوار، مع عروض تبديل الحرس الصيفية، التي تضيف بعدًا تاريخيًا وعسكريًا مهيبًا لتجربة الزيارة.
سياحة، طبيعة، ومأكولات تقليدية
لا يقتصر سحر سان مارينو على آثارها ومعالمها، بل يشمل الطبيعة المحيطة ومسارات الجبال المثالية للمشي الجبلي، ركوب الدراجات، تسلق الصخور، والرماية. كما تشتهر بمشروباتها الكحولية التقليدية مثل «أماريتو» و«بيستاتشيوني»، إضافة إلى الحلويات الشهيرة مثل كعكة Torta Tre Monti، المكونة من طبقات رقيقة محشوة بكريمة الشوكولاتة والبندق.
اعتراف دبلوماسي بفلسطين
مع إعلان الاعتراف بفلسطين، تؤكد سان مارينو، رغم صغر حجمها، دورها المؤثر على الصعيد الدولي، مسلطة الضوء على تاريخها الطويل في الدفاع عن مبادئ الحرية والاستقلال، وداعمة لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها. هذا القرار يفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية، ويعكس التزام الجمهورية المجهرية بقيم العدالة والدبلوماسية المسؤولة.









التعليقات مغلقة.