شهدت سوق الذهب المصرية اليوم الأربعاء حالة من التباين اللافت، حيث سجلت أسعار الجرامات بمختلف الأعيرة ارتفاعًا ملحوظًا، بينما تراجع سعر الجنيه الذهب على غير المتوقع، في مشهد أثار تساؤلات المتابعين عن أسباب هذا الاختلاف وسط حالة من الترقب في الأسواق.
صعود الأعيرة وتراجع الجنيه
ارتفعت أسعار الذهب في مصر مع بداية تعاملات اليوم مدعومة بزيادة الأسعار العالمية وتحركات السوق المحلي، إذ واصل جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا بين المصريين – رحلة الصعود ليكسر مستويات جديدة، فيما انعكس ذلك على باقي الأعيرة من 18 وحتى 24 قيراطًا.
لكن المفاجأة جاءت مع الجنيه الذهب (8 جرامات عيار 21) الذي تراجع عن مستويات أمس، ليسجل سعرًا أقل من المتوقع مقارنة بالقفزات الواضحة في باقي الأعيرة.
كواليس المشهد
يرجع هذا التباين إلى عدة عوامل؛ أبرزها أن تسعير الجنيه الذهب يعتمد على متوسط سعر الجرام خلال فترة سابقة وليس على آخر تحديث لحظي كما هو الحال مع الجرامات المنفردة، وهو ما يجعله أحيانًا أقل استجابة للحركة الفورية في السوق.
كما أن اختلاف أسلوب احتساب المصنعية والدمغة بين الجنيه والمشغولات الذهبية أدى إلى ظهور فجوة سعرية واضحة اليوم. ويضاف إلى ذلك تراجع الطلب المحلي على الجنيه الذهب تحديدًا مقارنة بالإقبال على شراء الجرامات الصغيرة، ما دفع بعض التجار إلى تثبيت أسعاره عند مستويات أقل نسبيًا.
أجواء السوق
وسط هذه التطورات، تسود حالة من الحذر بين المتعاملين، حيث يترقب المستثمرون الصغار والادخار العائلي اتجاه الأسعار في الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار تأثيرات سعر صرف الدولار عالميًا ومحليًا، إضافة إلى التغيرات في أسعار الذهب في البورصات العالمية.
سيناريوهات الأيام المقبلة
يتوقع خبراء السوق أن يستمر الذهب عالميًا في نطاق متذبذب بين الارتفاع بفعل التوترات الاقتصادية، والتراجع المؤقت مع تحركات الدولار وعوائد السندات الأمريكية.
أما محليًا، فإن الجنيه الذهب قد يعاود الارتفاع إذا تم تحديث تسعيره وفقًا لوتيرة صعود الجرامات، خاصة عيار 21، بينما يظل مرهونًا بمستوى الطلب من جانب الأفراد الراغبين في الادخار بعيد المدى.
السيناريو المرجح أن تشهد السوق المصرية تذبذبًا محدودًا خلال الأيام المقبلة، مع بقاء الذهب خيارًا مفضلًا للتحوط وحفظ القيمة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.









التعليقات مغلقة.