جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت

مدعوم من السعودية و الإمارات و قطر تتحفظ .. معلومات عن السفير نبيل فهمي مرشح مصر لخلافة أحمد أبو الغيط في الجامعة العربية

أثار الكشف عن اسم وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي كمرشح بارز لخلافة أحمد أبو الغيط في منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، تفاعلات واسعة في الأوساط الدبلوماسية والسياسية العربية. فقد رحبت القاهرة بالطرح باعتباره امتدادًا للدور التاريخي لمصر في قيادة العمل العربي المشترك، فيما أبدت بعض العواصم العربية ارتياحًا تجاه شخصية فهمي التي تجمع بين الخبرة الدبلوماسية والرؤية الإصلاحية. وفي المقابل، لا يزال النقاش قائمًا داخل الجامعة حول فرص ظهور مرشحين آخرين من دول عربية مختلفة، في ظل رغبة بعض الحكومات في كسر احتكار مصر التقليدي لهذا المنصب منذ تأسيس الجامعة، باستثناء التجربة التونسية الوحيدة في ثمانينيات القرن الماضي.

وكشف مصدر دبلوماسي أن نبيل فهمي سيكون الأمين العام المقبل للجامعة العربية خلفاً لأحمد أبو الغيط، الذي تنتهي ولايته في يونيو 2026.

- Advertisement -

وكان فهمي قد شغل منصب وزير الخارجية في مصر من يونيو 2013 إلى يوليو 2014، كما عمل سفيراً للقاهرة في واشنطن بين عامي 1999 و2008، وفي اليابان من 1997 إلى 1999.

وتنتهي ولاية أبو الغيط في يونيو المقبل، بعد أن شغل المنصب منذ مارس 2016 خلفاً لوزير الخارجية المصري الأسبق نبيل العربي.

يُذكر أنه منذ تأسيس الجامعة العربية في العام 1945، تولى المنصب 8 مصريين، باستثناء التونسي الشاذلي القليبي الذي تولاه بين عامي 1979 و1990، عندما نُقل مقر الجامعة إلى تونس عقب توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد.

رؤية إصلاحية للجامعة العربية

ويرى محللون أن طرح اسم فهمي لا يقتصر على خبرته الطويلة في العمل الدبلوماسي، بل يرتبط أيضاً بمشروع إصلاحي يطرحه منذ سنوات لإعادة هيكلة الجامعة العربية. ويؤكد أحد المحللين العرب أن ما يميز فهمي هو وعيه العميق بضرورة إصلاح الجامعة من الداخل عبر آليات مؤسسية تبدأ بتعديل طرق اتخاذ القرار، وتفعيل المجالس الوزارية، وإرساء منظومات للإنذار المبكر قادرة على الاستباق لا الاكتفاء برد الفعل.

كما يدعو فهمي إلى دمج الاقتصاد الرقمي والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي ضمن برامج العمل العربي، بما يتماشى مع متطلبات المستقبل ويعزز موقع الدول العربية في الاقتصاد العالمي.

مشروع استراتيجي يتجاوز الخطابة

ولا يقتصر مشروع فهمي على الإصلاح المؤسسي فقط، بل يقوم على رؤية شمولية تستلهم التجارب الإقليمية الناجحة مثل الاتحاد الإفريقي، الذي تحوّل من مؤسسة شكلية إلى فاعل إقليمي مؤثر. فهو يؤمن بأن السيادة الوطنية لا تتناقض مع العمل الجماعي المنظم، بل تتعزز من خلاله، شرط وجود إرادة سياسية واستقلالية مؤسساتية، مع إطار حوكمة رصين يعتمد على إمكانات الذات قبل الاعتماد على الخارج.

لحظة فارقة

ويرى مراقبون أن الجامعة العربية تقف أمام لحظة فارقة تتطلب قيادة واقعية تمتلك رؤية استراتيجية، قادرة على الانتقال بالمؤسسة من حدود الخطابة والبيانات التقليدية إلى أفق الفعل المؤسسي المستقل، بما يحفظ المصالح العليا للأمة ويعزز مكانتها في النظام الدولي.

ردود الفعل الخليجية

وبحسب مصادر دبلوماسية عربية، فإن العواصم الخليجية تتابع عن كثب ملف اختيار الأمين العام الجديد للجامعة. السعودية التي تضع ثقلها التقليدي داخل المؤسسة العربية تبدو منفتحة على استمرار التوافق العربي حول المرشح المصري، شريطة أن يتبنى أجندة إصلاحية واضحة تعزز دور الجامعة في حل النزاعات. أما الإمارات، فقد أبدت اهتماماً خاصاً برؤية نبيل فهمي المرتبطة بالاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، كونها تتقاطع مع أولويات أبوظبي الاستراتيجية في المرحلة المقبلة. في المقابل، يُتوقع أن تدفع قطر باتجاه مناقشة فكرة تدوير المنصب بين الدول العربية، مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بخيار القبول بالتوافق إذا حُسم الإجماع لصالح القاهرة، تفادياً لأي انقسام عربي جديد.

التعليقات مغلقة.