سيد صادق.. حكايات حزينة من مشوار فنان كبير هزمته أدوار الظل فلجأ إلى البيزنس هربًا من غدر الفن

 

بملامحه الحادة ونبرته الجادة التي لازمته في معظم أدواره، حفر الفنان المصري سيد صادق اسمه في ذاكرة المشاهدين كممثل بارع لأدوار الشر ورجال السلطة الفاسدين. ورغم أنه لم يكن نجم شباك، فإن حضوره القوي وصدق أدائه جعلاه عنصرًا ثابتًا في عشرات من أنجح أفلام ومسلسلات العقود الثلاثة الماضية.

وفي صباح اليوم الجمعة، غيّب الموت الفنان سيد صادق بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز السبعينات. ومن المقرر أن تُشيّع جنازته عقب صلاة الجمعة من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقابر طريق الفيوم، وسط حضور متوقع لعدد من الفنانين ومحبيه.

وأعلن نبأ الوفاة السيناريست لؤي السيد صادق، نجل الفنان الراحل، الذي كتب منشورًا مؤثرًا ينعى فيه والده ويصفه بأنه “رجل علّمه الشرف والفن معًا”.

 

من أدوار الشر إلى عالم البيزنس

ورغم غيابه الطويل عن الأضواء خلال السنوات الأخيرة، لم يبتعد سيد صادق عن النشاط تمامًا، إذ تفرغ لإدارة مشروع تجاري خاص في مجال الاستيراد والتصدير، كان قد أسسه بالتزامن مع انخفاض وتيرة مشاركاته الفنية. ونجح من خلاله في تأمين حياة كريمة لأسرته، مكتفيًا بمراقبة المشهد الفني من بعيد، ومحتفظًا بعلاقات طيبة مع زملائه السابقين.

 

تكريم مؤثر بعد غياب

في عام 2023، عاد سيد صادق إلى الأضواء من خلال تكريم خاص في الدورة الثانية من مهرجان القاهرة للدراما بمدينة العلمين. وكان التكريم بمثابة رد اعتبار لفنان ظلمته الأدوار الثانوية، كما وصفه كثيرون. وقد بدا متأثرًا وهو يروي في مقابلة نادرة كيف تلقى اتصالاً من نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي أبلغه فيه بتكريمه، وقال إنه “بكى من الفرح”، معربًا عن أمله في العودة للتمثيل.

 

ذكريات مع الكبار

وخلال مسيرته، جمعته الأعمال بكبار النجوم، فشارك أمام عادل إمام في أكثر من عمل، أبرزها “فرقة ناجي عطا الله” و*”حسن ومرقص” وكان دائم الحديث عن احترام الزعيم لمواعيد التصوير وحرصه على دعم زملائه. كما ارتبط بعلاقة إنسانية طيبة مع الفنان يحيى الفخراني، الذي وصفه في أحد اللقاءات بـ”الفنان المحترم اللي بيشتغل من قلبه”.

وكان صادق يذكر بفخر مشاركته في فيلم “فوزية البرجوازية”، الذي يعتبره من علامات مسيرته، قائلاً في أحد أحاديثه الصحفية: “كنت ضيف شرف، لكن دوري اتكتب عنه في كل نقد”.

 

مسيرة فنية متنوعة

رغم حصوله على دبلوم ثانوي فقط، اقتحم سيد صادق عالم الفن من خلال الأدوار الصغيرة في نهاية السبعينات، قبل أن يلفت الأنظار بفضل بنيته القوية وملامحه الجادة التي خدمته في أدوار رجال العصابات، والضباط الفاسدين، ورجال الأعمال الجشعين.

ومن أبرز أعماله:

أفلام: كدة رضا، الإمبراطور، حسن ومرقص، فوزية البرجوازية

مسلسلات: يتربى في عزو، فرقة ناجي عطا الله، النساء قادمون

وداع مؤثر من الوسط الفني

تلقى الوسط الفني خبر وفاة سيد صادق بحزن بالغ، حيث نعاه عدد من النجوم والمخرجين الذين عملوا معه، مؤكدين أنه كان فنانًا خلوقًا وملتزمًا، ترك بصمة واضحة في كل دور جسده، حتى وإن لم يكن في صدارة العمل.

ومن المتوقع إقامة عزاء رسمي خلال الأيام المقبلة في القاهرة، بحضور عدد من رموز الفن والإعلام.