في مشهد مأساوي تجمدت له الأنفاس، تحولت لحظات السفر إلى كارثة دامية صباح اليوم الجمعة، حينما اصطدم أتوبيس ركاب بسيارتين نقل على الطريق الصحراوي الشرقي أعلى منطقة بوابة الكريمات، في نطاق مركز أطفيح. تناثرت الحطام على جانب الطريق، وامتزجت أصوات الاستغاثات بأضواء سيارات الإسعاف التي هرعت لإنقاذ المصابين، في واحد من أسوأ الحوادث التي شهدها الطريق خلال الأشهر الأخيرة.
وأسفر الحادث المروع عن وفاة 9 أشخاص، بينما تم نقل 29 مصابًا إلى مستشفيات بني سويف الجامعي والواسطى المركزي لتلقي الرعاية الطبية العاجلة. وقد تم نقل 7 جثامين إلى مستشفى أطفيح المركزي، فيما عُثر لاحقًا على جثتين أخريين تم نقلهما إلى مستشفى الواسطى.
وأكدت مصادر طبية أن مستشفى الواسطى المركزي استقبلت 22 مصابًا إلى جانب الجثتين، بينما استقبلت مستشفى بني سويف الجامعي 5 مصابين، وتم رفع حالة الطوارئ القصوى وتجهيز فرق الطوارئ الطبية وتوفير أكياس الدم والمحاليل والأدوية اللازمة.
من جهتها، أعربت وزارة النقل عن بالغ الأسى والحزن لوقوع الحادث، مؤكدة أنها تتابع تطورات الموقف بالتنسيق مع الجهات المعنية، ووجهت فرق الطوارئ لسرعة رفع آثار التصادم وتسيير الحركة على الطريق. وأوضحت الوزارة أن التحقيقات جارية بالتعاون مع النيابة العامة، لبيان أسباب الحادث بدقة، مع التأكيد على استمرار الجهود لتطوير منظومة السلامة المرورية على الطرق السريعة، من خلال نشر الكاميرات الذكية والتشديد على الالتزام بقواعد القيادة.
وفي السياق ذاته، وجّه الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، بسرعة التحرك ومتابعة الحالة الصحية للمصابين لحظة بلحظة، وكلف الدكتور هاني جميعة، وكيل وزارة الصحة، بالإشراف الكامل على تقديم الرعاية الطبية للمصابين، مع تواجد القيادات الصحية في المستشفيات لتسهيل سرعة التعامل مع الحالات.
وأوضح وكيل وزارة الصحة أنه تم تكليف كل من الدكتور محمد قريبة والدكتور ياسر خيري للتواجد بموقعي الاستقبال في المستشفيات، وتم التنسيق مع غرفة الأزمات والطوارئ على مدار الساعة لمتابعة مستجدات الموقف. وأكد أن الفرق الطبية تعاملت باحترافية وسرعة في إسعاف المصابين وإجراء الفحوصات والأشعة اللازمة، مع توافر أطباء الطوارئ والعنايات والجراحة بكامل جاهزيتهم.
وتعليقًا على الحادث، شدد “جميعة” على تنفيذ توجيهات المحافظ بضرورة تقديم كل أوجه الدعم والرعاية الصحية للمصابين، موجّهًا الشكر للفرق الطبية لسرعة الاستجابة وكفاءتهم العالية في التعامل مع الحادث الطارئ.
ورغم التحسينات المستمرة في شبكة الطرق والبنية التحتية، لا تزال حوادث الطرق تمثل تحديًا كبيرًا في مصر، إذ تشير تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى تسجيل ما يزيد عن 7,000 حادث سنويًا، يسفر عن آلاف الوفيات والإصابات. وتُعزى غالبية هذه الحوادث إلى العوامل البشرية مثل التهور في القيادة، والسرعة الزائدة، واستخدام مركبات غير صالحة للسير.
وتسعى الدولة من خلال المشروع القومي للطرق وبرامج السلامة المرورية إلى تقليل هذه الحوادث المأساوية، لكن تبقى مسؤولية السائقين والالتزام بقواعد المرور محورًا أساسيًا للحد من هذا النزيف المتكرر على الأسفلت.









التعليقات مغلقة.