جريدة اخبارية شاملة
رئيس التحرير طارق شلتوت
اعلان بنك مصر 5-10-2025

عيسي جاد الكريم يكتب : تذكرة المتحف المصري الكبير..كلمة السر

أقل من شهرٍ وتفتتح مصر المتحف المصري الكبير رسميًا في الثالث من يوليو القادم، في احتفاليةٍ مخططٍ أن تكون الأضخم، وفي حدثٍ سيشاهده العالم عبر ما يقرب من 500 محطة تلفزيونية وإعلامية عالمية سابقة للحدث…

المتحف المصري الكبير، الذي تم إقامته على مساحة نصف مليون متر مربع قرب أهرامات الجيزة، سيعرض لأول مرة مجموعة توت عنخ آمون (“الملك الذهبي”) في قاعةٍ واحدةٍ على مساحة 7500 متر، ستكون متاحةً للزيارة بعد الافتتاح الرسمي. ورغم أني واحدٌ من الذين لا يبهرهم شعار المتحف الكبير بشكله الحالي (الشكل الهندسي البرتقالي شبه المنحرف)، وأرى أنه لا يعبر عن هوية المتحف ولا قيمته الفخامة وما يحتويه من أفضل مقتنيات الحضارة الإنسانية المصرية، فقد كنت أتمنى أن يتم تغييره قبل الافتتاح بما يُرسخ هويةً بصريةً تعبر عن مصر صاحبة أكبر متحف في العالم…

- Advertisement -

بعيدًا عن شعار المتحف، أنا اليوم أتحدث عن تذاكر المتحف المصري الكبير، والتي يجب أن يتم استغلالها بشتى الطرق لتكون مصدر دخل مالي مهم لمصر، ومصدرًا للترويج للمتحف بشكل خاص، وللترويج لمصر ومتاحفها وسياحتها بشكل عام. ولأن تذكرة المتحف – لأي مكان سياحي – تكون من أجمل المقتنيات التذكارية التي يحتفظ بها الزائر، فإنني أقترح تصميم تذكرة دخول المتحف المصري الكبير لتكون تحفة فنية صغيرة تُعبّر عن عراقة مصر وتصبح ذكرى يُحتفظ بها. لتكن مثلاً تذكرةً مجسَّمةً على شكل خريطة مصر بحدودها المعروفة (من حلايب وشلاتين حتى سيناء والسلوم، والبحرين الأحمر والمتوسط)، بحيث يكون في يد كل سائحٍ يزور المتحف الكبير (وحتى المصريين) تذكرةٌ تعبّر عن مصر وتؤكد أنها خريطة مصر القوية صاحبة الحضارة. ملايين البشر حول العالم ممن سيزورون المتحف سترتسم في أذهانهم خريطة مصر وحدودها وهويتها. على وجه التذكرة تُرسم الخريطة واسم “مصر” بالعربية والهيروغليفية والإنجليزية، وعلى ظهرها تُوضَع صور أهم الأماكن الأثرية التي يمكن زيارتها في مصر كترويجٍ مباشرٍ للسياحة، مع استخدام الزخارف الفرعونية. كما يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات بوضع باركود على كل تذكرة، يمكن الزائر من مسحه بهاتفه للدخول لموقع المتحف، وتسجيل اسمه في سجل الزائرين، مما يحفزهم على الترويج للمتحف. ويمكن أن يدخل كل زائرٍ في سحبٍ على “تذاكر ذهبية”، مثل أن يفوز الزائر رقم مليون بتذكرةٍ مميزة. عند مسح الباركود، تظهر للزائر رسالة ترحيبية (مثل: “أهلاً بك، أنت الزائر رقم كذا”)، مع فيديو تعريفي عن المتحف وقاعاته وطريق الزيارة، مما يوفر الوقت والجهد في الإرشاد ويلائم محبي السياحة الفردية.

مع وجود ممشى يربط بين الأهرامات والمتحف الكبير، يمكن عمل **تذكرة موحدة للأهرامات والمتحف الكبير، تكون مميزةً أو تشمل تخفيضًا لزيارة المنطقتين في يومٍ واحد. ويمكن أن تكون التذكرة مُجسَّمةً بتقنية “البوب-أب” (Pop-up)؛ حيث تظهر عند فتحها صورة ثلاثية الأبعاد لهرم الجيزة، أو تمثال رمسيس الثاني، أو مفتاح الحياة، أو الجعران… أو أن تأتي التذكرة على شكل هرمٍ يُفتح ليكشف عن التفاصيل. هذا يجعلها تحفةً يحتفظ بها الزائرون. يُفضل أن تكون التذكرة صديقةً للبيئة، وذات رائحة مميزة (كما في بعض الكتب الفاخرة)، واستخدام الألوان الفرعونية المميزة (الذهبي والأزرق)، مع زخارف على الحواف بألوان فسفورية مضيئة تنعكس مع أشعة الشمس نهارًا وتُضيء ليلاً.

رغم الإعلان عن بيع التذاكر إلكترونيًا عبر موقع المتحف (وهو تطورٌ مطلوب)، إلا أنه لا يجب أن يُلغي وجود تذكرة مادية. حتى مع وجود تذاكر رقمية وباركود للحجز عبر الإنترنت، يجب أن يحصل الزائر على نسخةٍ ورقيةٍ فاخرةٍ عند وصوله للمتحف. يمكن تسليمها من خلال موظفي الدخول، أو عبر ماكينات ذكية تصدر بطاقات الدخول بمجرد مسح الباركود الذي اشترى به الزائر تذكرته. يمكن توفير هذه الخدمة بكثافة في مدخل المتحف، أو حتى في الفنادق والقرى السياحية.

التذكرة الذهبية فكرةٌ أخرى يمكن أن تدر دخلًا كبيرًا على المتحف. بجانب التذكرة الأساسية البسيطة، يمكن إصدار تذكرة فاخرة (مصنوعة من معدنٍ مطلي بالذهب أو الفضة)، يستطيع الزائر وضعها كلوحة تذكارية في منزله أو مكتبه، تُباع كهديةٍ منفصلةٍ. أو أن تكون “تذكرة العضوية الذهبية” التي تمنح حاملها حق الدخول غير المحدود طوال العام، وتباع بمبلغ كبير (مثل 10 آلاف دولار). هذا يجذب الأثرياء والسياح الراغبين بالتميز، ويربطهم بمصر لزيارتها مراتٍ عديدة، مما يدر عائدًا إضافيًا من الإقامة والإنفاق خلال الزيارات المتكررة، ويدعم الاقتصاد بالعملة الصعبة.

كما يمكن طباعة تذاكر مميزة لكل فئة (ذوي الإعاقة، كبار السن، الأطفال) بألوان وتصاميم خاصة تسهِّل تقديم الخدمات الإرشادية المناسبة لهم داخل المتحف.

بهذه الأفكار وغيرها، يمكن أن تتحول التذكرة من مجرد ورقة دخول إلى “تحفة تذكارية” تروّج للتراث المصري وتعكس روعة المتحف المصري الكبير، وتصبح أداة فعالة للتسويق والهوية الوطنية.

التعليقات مغلقة.